هو الرحالة الهندي والتركي الأصل أبو طالب بن حاجي محمد بك خان الاصفهاني توفي سنة 1806 ميلادي.
ألف أبو طالب كتاباً أسماه: ( مسير طالبي)، وقد طبع بالهند سنة 1812 ميلادي، وقد دون في كتابه هذا كل ما شاهده عن البلدان الي مر بها .
وقد زار أبو طالب خان كربلاء سنة 1802م بعد غزوة الوهابيين للمدينة المقدسة، وذكر في رحلته ما حل بها من خراب ودمار على أيدي العصابات الوهابية المسلحة. وقد ذكر في كتابه مسير طالبي عن زيارته لمدينة الإمام الحسين (عليه السلام) ومشاهداته، حيث قال:
"وبعد إقامتي ببغداد ثمانية أيام، استأنفت سفري لزيارة مشهد كربلاء ومشهد النجف الأشرف، وفي هذه المرة لم أعلم الباشا بنيتي وخطتي ، فاكتريت خفية خيلاً وبغالاً من (حوذي) وأتفقت معه على أن يرافقني إلى كربلاء وسافرت بلطف فائق ولقيت حفاوة من كل من لاقاني في أي موضع كنت في طريقي، وابتهجت بلقيا قاضي كربلاء والذي كان عائداً الى كربلاء، وكان رجلاً سنياً ولكنه تثقف وتعلم علماً جليلا وكان بريئاً من أوهام الأحكام التي يحكم بها الطغام قبل الاستعلام. وفي اليوم الأول سرنا أربعين ميلاً وقضينا الليل في خان المزراقجي، ثم وصلنا إلى كربلاء في نحو الساعة الثالثة من اليوم التالي . ونزلت في بيت السيد حمزة وكنت قد عرفت أبن أخيه في (مقصود أباد) في البنغال وكنت أرجو أن أراه ثانية بكربلاء ولكنه توفي قبل وصولي إليها بعدة أشهر، وقد استقبلني أبواه استقبالاً حسناً وأعاناني على إتمام مختلف مناسك الزيارة".
وقد ألتقى أبو طالب خان بحاكم كربلاء(أمين آغا) والذي قد عين حديثاً بعد حادثة الوهابيين، والتي وقعت في 18 ذي الحجة من نفس العام حيث سبقت زيارته بفترة وجيزة، فكان منظر الخراب والدمار والقتل والسلب ظاهراً واضحا ً.
وقد علق على الحادثة في كتابه:
"وقد قتل الوهابيون في أثناء مكثهم بالمدينة خمسة آلاف إنسان وجرحوا عشرة آلاف وحملوا معهم الذهب والفضة والأشياء الثمينة التي وجدوها فيها. وقعت هذه الحادثة في هذه الأيام القريبة بحيث لا يتكلم الشعب إلا عليها واقتصاص هذه الأفعال الوحشية جعل شعر رأسي يقف).
المصدر: عبد الصاحب ناصر آل نصرالله ، كربلاء في أدب الرحلات، ص121.