مرّت نهضةُ الإمام الحسين (عليه السلام) بمحطّاتٍ عدّة منها قبيل شهادته (عليه السلام) وأخرى بعدها، ومن تلك المحطّات هي وصول موكب سبايا أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) الى مدينة الكوفة.
حيث تحرّك موكبُ سبايا أهل البيت (عليهم السلام) في الحادي عشر من المحرّم وهو يقطع الصحاري، حاملاً الذكريات الموحشة والمؤلمة لليلة الفراق والوحشة التي قضوها على مقربةٍ من مصرع الشهداء، دخل الركب الى الكوفة في اليوم الثاني عشر من المحرّم سنة (61هـ) ففزع أهل الكوفة وخرجوا الى الشوارع، بين متسائل لا يدري لمَن السبايا، وعارفٍ يُكفكفُ أدمعاً ويُضمر ندماً.
دخل ركب السبايا الى قصر الكوفة، فانبرى ابن زياد مخاطباً السيدة زينب (عليها السلام) وشامتاً بها "الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وكذّب أحدوثتكم"، فردّت عليه بلسان المرأة الواثقة من أهدافها "الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وطهّرنا من الرجس تطهيراً، إنّما يُفتَضَح الفاسق ويكذّب الفاجر وهو غيرُنا".