تواصل موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وضمن فصولها الخاصة بخطباء المنبر الحسيني في مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، بيان السير الخالدة لرموز هذه المدينة المقدسة من خطباء وشعراء ورجال دين أفاضل.
وذكرت الموسوعة، أن "من بين هذه الرموز الكبيرة هو الخطيب الفاضل، الشيخ هادي بن صالح بن مهدي بن درويش آل عجام الخفاجي، والمولود في مدينة بغداد سنة 1327هـ، 1908م تحت كنف عائلة متدينة صالحة، لينتقل منها إلى كربلاء، حيث درس الفقه والأصول واللغة العربية على يد كل من والده الشيخ صالح، والشيخ محمد الخطيب، والشيخ محمد رضا الأصفهاني، والشيخ محمد الدارمي، وغيرهم".
وأضاف المحور التاريخي في الموسوعة أن "خطابات الشيخ الملقب محلياً بـ (الكربلائي) إتصفت بجإذبيتها وقدرتها على لفت إنتباه السامعين دون أن يدخل الملل والضجر في نفوسهم، علاوةً على مقدرته في معالجة أي موضوع يختاره لخطابته بتدرج سليم، ومنطقي، وموزون من البداية وحتى النهاية، أي أنّه يدخل في صلب الموضوع ويخرج منه بخط مستقيم دون التواءات أو تشعبات تُبعده عن موضوع الخطبة، ممّا يدل على مقدرته الكلامية ورصانة أسلوبه المنطقي، ومقدرته الفائقة في إبكاء مستمعيه على مصاب الحسين (عليه السلام)".
وأشارت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، الى أن "هذا الخطيب الفاضل كان قد إتجه إلى الوعظ والإرشاد، كما وتخرجت على يديه مجموعة من الخطباء الأفاضل كالشيخ محمد رضا الحكيمي، والشيخ حمزة أبو العرب، والشيخ عامر الكربلائي، وغيرهم، فيما كانت له يد طولى في الأدب والشعر، ومجالس دينية عامرة، حتى وفاته في كربلاء بتاريخ 28 جمادي الثاني سنة 1412هـ، 1992م".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 144-145