شهدت مدينة كربلاء المقدسة وعلى إمتداد تاريخها المبارك، ظهور ما لا يحصى ولا يعدّ من التقاليد والعادات الشعبية الرمضانية التي أصبحت السمة الأبرز لهذه البقعة الطاهرة أو تم نقلها الى المدن والمناطق المجاورة وغير المجاورة بعد ذياع صيتها وإشتهار أمرها.
ومن بين أهم التقاليد التي تحتضنتها مدينة سيد الشهداء "عليه السلام" خلال أيام وليالي الشهر الفضيل، هي "المسحراتي" أي حامل الطبل الذي يبدأ بالطواف في شوارع وأزقة المدينة قبيل وقت السحور بفترة أمدها ساعة واحدة أو أكثر، ضارباً على صفيحة فارغة "تنكة" بغرض تنبيه النائمين وإيقاظهم لتناول وجبة السحور في كل ليلة من ليالي رمضان، حيث تطوّر هذا التقليد في أوقات لاحقة الى الضرب على الطبل بدلاً من الصفيحة.
ويعدّ "المسحراتي" من العادات القديمة المتوارثة حتى يومنا هذا، لتستمر ضرباته على طبله المخترق لسكون الليل منادياً "إكَعدوا يالصايمين... إكَعدوا إتسحروا"، فيما يُسمَع أيضاً أصوات التمجيد من على المآذن، وهي أدعية يتلوها المؤذن بأطوار مختلفة وألحان شجية مؤثرة، داعياً، ومذكراً، ومحرضاً على السحور، فتستعد النسوة بعدها لطبخ التمن والمرق، ومنهن من تكن قد أعدت الطعام منذ الإفطار إختصاراً للوقت.
المصدر: اضغط هنا