تُظهر الصورة التي إلتقطتها الباحثة البريطانية الشهيرة "مس بيل" للركن الجنوبي الشرقي من الجزء الداخلي لجدار الأخيضر، بقايا درج يؤدي إلى برج دائري بارز في الزاوية.
على كلا الجانبيّن، تواجه الأقواس العمياء المدببة قليلاً الجزء الداخلي، النوافذ الضيقة في الأعلى، يمكن الوصول إليها من ممر ذو عليّة والذي لم يعد محفوظاً في هذه الزاوية، كان يعمل بمثابة شقوق يمكن من خلالها إطلاق الأسهم أو المقذوفات الأخرى، تشير الثقوب المربعة المرئية في الأجزاء الحجرية إلى الأماكن التي كانت توجد فيها الروابط الخشبية في السابق.
تؤدي الواجهة الموجودة في الجانب الجنوبي من محكمة الشرف إلى بعض الغرف الرئيسية للقصر، في الوسط، مدخل مقوس عريض وطويل، وربما يكون أحد أقدم الأمثلة لما يسمى بـ "بشتاق" وهو ممر مؤطر مربع الشكل، والذي يشيع غالباً في العمارة الفارسية المتأخرة، ويستخدم لتحديد المداخل الكبرى، حيث يتيح الوصول إلى غرفة ذات عليّة برميلية الشكل مبنية من الطوب والتي أطلقت عليها "بيل" أسم "إيوان" أو "قاعة الاستقبال الرئيسية" ذات الرقم (29).
تم فتح مداخل على كلا الجانبين للغرف 31 و32 و41 و42 المجاورة، والموضوعة في الزوايا اليمنى للإيوان، بينما أتاح المدخل في الخلف الوصول إلى الغرفة (30).
مع أقبيتها الجصّية المتقنة، لاحظت "بيل" أن الغرفتين (31) و(32) كانتا من بين أهم المساحات داخل القصر ككل. من المتصور أن هذه الغرف كانت تستخدم كغرف معيشة رسمية، حيث كان يمكن للضيوف الجلوس على الوسائد المرتبة على الأرض، فيما تكون ظهورهم بإتجاه الحائط، ويكون مركز الجدار الخلفي مكان الشرف، أما القبو في الغرفة (31) فيتميز بنمط من الجص المموج وزخرفة من الخزائن المربعة المزخرفة بأشكال مختلفة في السقف، بينما أبرزت النوافذ نهايات الغرفة، وحتى أن ما هو أكثر سحراً وأصالةً فهو زخرفة السقف ونظام القبو للغرفة (32)، كما هو الحال في الغرفة (31)، والخزائن الأسطوانية الموضوعة بين الأقواس المستعرضة، مزينة بأنماط من الجص، لكنها تضم هنا ترتيباً أكثر تفصيلاً للتصاميم المموجة والتمويجات الأخرى.
تنتهي بعض الأقبية مقابل أنصاف القباب، منحنيات صغيرة مجوفة أو أقواس أفقية، أما الجدار الواقع بين الأقواس، وكذلك في كل طرف من أطراف الغرفة، ساهمت أزواج من النوافذ المصمتة المزخرفة بإتقان في إبراز السمة المميزة لهذه الغرفة.
لاحظت "بيل" أن الكتلة المركزية بأكملها من المساحات التي تم وصفها أعلاه، هي محكمة الشرف والإيوان الرئيسي وغرف الإستقبال المجاورة، بالإضافة إلى الغرف الإضافية المحيطة بالغرفة (30) في الخلف، هي محاطة بممر ضيق مسقوف (الممر 28).
خلق هذا الممر فجوة مادية بين هذه الكتلة المركزية للقصر، والتي تمثل بوضوح قلبها الخاص بالإحتفالات، مع المكونات المتبقية. من بين هذه الأقسام المتبقية، أربعة أجنحة لغرف المعيشة – والتي يشار إليها بخلاف ذلك بأسم "البيوت" وتقع على جانبيّ المبنى الإحتفالي المركزي لملء الكثير من المساحة الداخلية للقصر، كما وتحتوي هذه الوحدات على قاعات مركزية هي (B، وC، وG، وH)، وفي كل طرف منها كانت غرف إستقبال طويلة محاطة بغرف معيشة، والتي أشارت إليها "بيل" باسم "مجموعات الإيوان"، أما بخصوص "كريسويل"، فقد إعتقد أن مجموعات الغرف التي تواجه الجنوب ستشكل السكن الشتوي، بينما سيتم إستخدام تلك التي تواجه الشمال في فصل الصيف.
إلى الشمال والجنوب من مجموعات الإيوان، تم الإنتهاء من "البيوت" من خلال وجود غرف مستطيلة ذات أقبية أسطوانية مثقوبة بأنابيب من الطين، ومساحات مركزية مفتوحة (في الغرف 47، 51، 56، 60، 74، 78، 83، و87)، ومن المحتمل جداً أن تكون هذه المساحات بمثابة مطابخ.
المصدر:
In Search of Kings and Conquerors, Gertrude Bell and the Archaeology of the Middle East - Lisa Cooper
[Pg. 114-115].