الحرف اليدوية من المهارات التي يُمكن تعلّمها وممارستها بحرفيّة عالية، وقد تطورت الحرف اليدوية عبر الزمن، وتحوّلت من مجرّد هواية إلى أعمال ومهن مختلفة، كما أصبحت من أهم الأنشطة التي تلقى اهتماماً واسعاً، وعلى الرغم من تطوّر الآلات والمعدّات، إلّا أنه لم يتم الاستغناء عن الحرف اليدوية، وارتفعت قيمتها خلال الوقت باعتبارها فناً من الفنون التي تأخذ الكثير من التعب والجهد، لكنها تحتاج إلى مهارة عالية وإتقانٍ كبير، وتحتاج إلى التركيز والصبر.
ومن الحرف التي اشتهرت في مدينة كربلاء هي: "الاسكافية"، كانت عملية صناعة الأحذية يدوية في السابق مثل الجزمات والصنادل والقباقيب، والخف وهي موجودة في مدينة كربلاء المقدسة، وتصنع هذه الأنواع من الأحذية من الجلد والخشب والمطاط والبلاستيك والجوت، أو من مواد ذات مصدر نباتي.
كانت هذه المهنة كثيرة الممارسة في السابق لحاجة الناس اليها حيث امتهنها بعض الاشخاص (صنع النعال)، لكن تقلص ممارسو هذه الحرفة وأصبحت محصورة على مجموعة من الناس اتخذوا من سوق النعلجية مقراً لهم.
يقع السوق قرب صحن الامام الحسين (عليه السلام) ويكون موازياً لسوق العرب، يبدأ من شارع المحيط بالصحن الحسيني الشريف بجوار الحسينية الحيدرية حتى شارع الامام علي (عليه السلام)، وقد شيد السوق في العهد العثماني ويعد من الأسواق الشعبية، ويختص بصناعة وبيع الأحذية والنعل لذلك سمي بهذا الاسم.
وتشتهر حوانيته ببيع الأحذية المصنوعة محلياً وهي على انواع مختلفة، وقد تكون السلعة جاهزة او يعمل موافقاً لرغبة وقياس المشتري، واغلبها تصنع من جلود الحيوانات، وكعوبها تصنع من اطارات السيارات، تطورت هذه الحرفة وأصبح لها معامل خاصة وبأسعار مناسبة الامر الذي كان سبباً في اختفاء هذه الحرفة وعدم وجود الحرفيين وقلة المواد الأولية، لذلك اقتصر عمل الاسكافي في الوقت الحاضر على بيعها فقط او تصليحها، أما بالنسبة لحرفة الاسكافي فمازالت مستمرة لكن في نطاق محدود وحسب الحاجة إليها.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص120-121.