تحتوي مدينة الحسين (عليه السلام) على آثار قديمة مطمورة تحت سطح الأرض وفي عمق الصحراء الغربية من المدينة، قرب بحيرة الرزازة تطالعنا آثار شاخصة تعود إلى أقدم العصور.
وعن قبور الطار فقد عثرت البعثة اليابانية المكلفة بالتنقيب في كهوف الطار على عدد من القبور في أماكن مختلفة منها، احتوت القبور على عدد من الأقمشة والجلود وبعض اللقى مثل الخرز وغيرها:
أ- قبور التل (A)
يرى فيه المنقب الآثاري الياباني "هديو فوجي" استمرار استعماله في أوقات متعاقبة من الزمن، بعد وقت حفره الأصلي، الا انه لم يتمكن من تحديد من و متی ولماذا استخدم هذا التل بكهوفه الطبيعية والمفتعلة، وعلى الرغم من قلة الاكتشافات الأثرية، التي تعود في أوقاتها إلى زمن الحفر الأولي او الابتدائي للتل (A)، إلا أنه عثر على عدد من القبور فيه تحت الأحجار المكسرة، واستنادا إلى نتائج الفحص بواسطة الكاربون 14 تبين أن وقتها يعود الى المدة الممتدة ما بين القرن الثالث (ق.م) والقرن الثالث الميلادي، احتوت هذه القبور على هياكل و4000 قطعة من حُتات المنسوجات، منها ما صنع من الجلد او الأسل.
وجدت قبور التل(A) على ثلاث طرق مختلفة منها:
1- عظام لفت بواسطة قماش ووضعت على بساط من الأسل، ممتد على صخور مكسرة.
2- عظام لفت بواسطة قماش كان قد وضع على منسوج او قاش من الوبر، وامتد أيضا على صخور مهشمة ومكسرة.
3- وآخر نوع كان عظام ملفوفة بقماش وموضوعة على قماش من الوبر، وعلى حصيرة من الأسل، وامتدت كذلك على صخور مكسرة، ومن المحتمل أن الجلود استخدمت أحيانا لتغطية العظام، والأقمشة والحصران المصنوعة من الأسل، ومنسوجات او أقمشة الوبر.
ب قبور الكهف 16-C
يصنف هذا الكهف من ضمن كهوف النوع (A)، الواقعة ضمن كهوف التل c، تأتي أهميتها من استخدامها بصورة ثانوية لدفن الموتى، کما عثر أيضا على قبور أخرى في نفسه التل داخل الكهف 17-C و12-C، تم التنقيب في هذه الكهوف خلال أعمال الموسم الرابع، من ۱۸ تشرين الأول ولغاية 26 تشرين الثاني 1975م، تم العثور داخل هذا الكهف (c-16) على قبرين، احتوى هذان القبران على عظام بشرية ومنسوجات، تلك الكهوف يرجح أنها استخدمت للمرة الثانية أو الثالثة كقبور.
ج. قبور الكهف 12-C
يقع هذا الكهف جنوب شرق التل (A) بنحو ۱۷۰ متراً، وهو على يمين الطريق المؤدي الى قضاء عين التمر، والى الشمال منه يقع التل (D)، اما التل (B) فيكون إلى الجنوب منه، تأتي أهمية هذا الكهف من طبيعة تركيبه، والقبور الموجودة فيه، التي عثر فيها على أجزاء من العظام البشرية، كما انها لم تكن كاملة في تلك القبور، فهي تخلو من (الجمجمة، عظام الرسخ، عظم الفخذ)، ودفن مع الرفات خرز وحلقات، أقمشة من الوبر، أما أبعاد القبور فهي ۱٫5 م×۰٫۷ م، کما مُدت الجثث على كسر من الحجارة المخلوط بالرمل، مع العثور على الكثير من غزل الوبر المتناثر حوله، مع وضع كسر للحجارة المخلوطة بالرمل المتراكم على القبر، ومنها ما وجد بين المنسوجات.
د. قبور الكهف 17-C
بدأ التنقيب في هذا الكهف من قبل البعثة اليابانية من 16 كانون الأول سنة ۱۹۷5م وحتى 14 شباط 1976م، تأتي أهميته من خلال استعماله لأوقات مختلفة، ومن المحتمل آن استخدامه يطابق أول استخدام لكهوف الطار، أي الاستعمال الأصلي لها، ثم في الاستعمال الثاني او الثالث، يقع هذا الكهف بمسافة ۲۰۰م جنوب شرق التل (A)، وعلى الجانب الغربي لخط المنحدر لهضبة كربلاء، له مدخلان الأول يرتفع عن الأرض بحوالي 6 م، والمدخل الأخرب 3 م، وللدخول إليه لابد من الاستعانة بسلم، وهذا الكهف مثله مثل الكهف السابق (c-۱۲) يقع في طبقة المارلستون(Marlstone)، وكلاهما من كهوف التل (c)).
تبقى كهوف الطار لغزاً تاريخيا معقدا لم يتم اكتشافه بشكل كامل لحد ألان. ومجمل الآراء والبحوث التي تتناول وجود هذه الكهوف واستخدامها يعتمد على ما توصلت إلية البعثة اليابانية المنقبة في هذا الأثر الخالد.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ القديم، ج1، ص112-120.