نهر العلقمي مفردة من المفردات المهمة جدا في ادبيات كربلاء والتي تعلقت وتلازمت بالشخصية العظيمة والمميزة لساقي عطشى كربلاء الامام العباس (عليه السلام)، ان الكثير من الدارسين الذين درسوا الأماكن الجغرافية في مدينة كربلاء المقدسة ومعركة كربلاء، قد وقفوا طويلا عند نهر العلقمي والذي ارتبط بالعباس (عليه السلام) كثيرًا حتى لقب العباس (عليه السلام) ببطل العلقمي.
من المهم أن نقف عند ما نقله أهل التاريخ من وصف للنهر كي نعرف تاريخه وأين هو الآن؟ وذكر المسعودي في التنبيه والإشراف وكاتب البريد ابن (خرداذبه) في المسالك، "إذا جاز عمود الفرات هيت والأنبار فتجاوزهما فينقسم على قسمين، منها قسم يأخذ نحو المغـرب قليلاً المسـمى "بالعلقمي" إلى أن يصير إلى الكوفـة". (1)
وبقي نهر العلقمي حتى عام 697 هـ ثم علته الرمال والأوحال مما عرقل جريان الماء فيه، وتروي بعض المصادر القديمة أنّ السلطان محمود الغزنوي قد أرسل وزيره على الجويني إلى كربلاء فأمر بتطهير نهر العلقمي وإزالة الرمال والطمى منه، وعاد الماء في واديه متدفقاً، وفي عام 915 هـ عادت الرمال تعلو هذا النهر وتوقفه عن الجريان. (2)
فلا زال الناس يتساءلون عن مدى صحة جريانه تحت الضريح الشريف بينما أكد مسؤولون وسدنة عاملون في الحضرة العباسية المقدسة، أن ما يجري تحت القبر إنما هو مياه جوفية، فبمرور الازمان وتعاقب السنين ان نهر العلقمي قد اندثر وأضمحل وتلاشى عن الانظار، ويذكر ان للمياه الجوفية الموجودة تحت قبر ابا الفضل العباس (علية السلام) تحمل صفات المياه العذبة وتحمل ايضا صفات علاجية كبيره وكبيرة جدا لأمراض مستعصية، تأتي تلك الامتيازات لهذه المياه اقترنت ببركة بطولات العباس (علية السلام). (3)
المصادر