شهدت مدينة كربلاء المقدسة على امتداد تاريخها المبارك، ظهور العديد من المدارس العلمية الدينية التي كان لها دورها الواضح في تخريج العديد من العلماء ورجال الدين والمبلغين الأفاضل، فضلاً عن دور هذه المدارس في نشر علوم أهل البيت "ع" بين صفوف أبناء المدينة والمدن المجاورة.
وكان من بين أبرز هذه القلاع العلمية العريقة هي مدرسة "البادكوبة" التي تأسست في عام (1270هـ) أثر جهود حثيثة من قبل العلامة السيد "أحمد الفالي" حسبما أفادت به وثيقة الوقف الخاصة بها، حيث ضمّت هذه المدرسة أكثر من ثلاثين غرفة، ومكتبة زاخرة بالكتب والمخطوطات القيّمة، بالإضافة الى قيامها بإصدار منشورات إسلامية ثقافية منها مجلة "منابع الثقافة الإسلامية"، وكان من أهم القائمين على التدريس فيها هو العالم المحقق الشيخ "محمد الشاهرودي" والشيخ "محمد الكرباسي" والشيخ والرادود الحسيني الشهير "عبد الزهراء الكعبي" (1).
تعرّضت هذه المدرسة الواقعة في زقاق الداماد بالمدينة القديمة الى الهدم والإزالة من قبل السلطات البعثية القمعية مطلع سنة 1980م.
المصدر
(1) مختصر الحركة العلمية الدينية في كربلاء، سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص19.