لم تغفل المصادر الإسلامية عن ذكر أوجه القدسية التي منّ الله تعالى بها على مدينة كربلاء الطاهرة، والتي تعدّت ترابها وسماءها، لتشمل المياه التي مرّت بها وروت بقاعها على مدى تاريخها المبارك (1).
ومن بين تلك المصادر هو ما جاء بين طيّات (كامل الزيارات) و(البحار) و(مزار الشيخ خضر) نقلاً عن التابعي الجليل (صفوان الجمال)، قوله إنه سمع الإمام الصادق (عليه السلام) يذكر في باب تفاخر البلاد على بعضها، أن كربلاء قالت (أنا أرض الله المقدسة المباركة، الشفاء بتربتي ومائي، ولا فخر عليّ من دوني بل شكراً لله) فأكرمها الله وزادها بتواضعها وشكرها لله بالإمام الحسين وأصحابه الأطهار، فيما حكى المجلسي والمفسرون عن الباقر (عليه السلام) قوله: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الباري عز وجل (وآويناهما الى ربوةٍ ذات قرار ومعين)، قال (المعين هو الفرات).
ومما قيل في فضل نهر الفرات على العالمين، هو ما ذكره إبن عيسى عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جدّه عن علي (عليه السلام)، قوله (الماء سيد شراب الدنيا والآخرة، وأربعة أنهار في الدنيا من الجنة منها الفرات)، وفيه أيضاً ما ذكره سليمان بن هارون عن أبي عبد الله (عليه السلام)، إنه قال (من شرب من ماء الفرات وحنك به فهو محبنا أهل البيت).
___________________________________
المصدر:
(1) الدرّة البهية في فضل كربلاء وتربتها الزكية: لمؤلفه حسين البراقي النجفي، ص12.