كان عُقْبَة بن سِمْعَان في خدمة الإمام الحسين (عليه السلام)، وزوجته السيدة الرباب، وقد رافق عُقْبَة الإمام من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء، وكان ممّن نجا من القتل يوم عاشوراء، وله عن واقعة الطف مرويات مهمة كونه عنصر شهد الأحداث مباشرة، ويظهر من بعض مروياته أن الدولة الأُموية أخذت تبثُّ كذبةً مفادها أن الحسين بن علي حاول الاستسلام والخضوع لسلطة يزيد، لذلك ردَّ عُقْبَة بن سِمْعَان على هذه الكذبة بقوله: ((صحبتُ حُسيناً فخرجتُ معهُ من المدينة إلى مكة، ومن مكة إلى العراق، ولم أُفارقه حتى قُتِل، وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق ولا بالعراق ولا في عسكرٍ إلى يوم مقتله إلّا وقد سمعتُها ألَا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون، من أنْ يضع يده في يد يزيد بن معاوية، ولا أن يُسَيِّروه إلى ثَغْر من ثغور المسلمين، ولكنه قال: ((دعوني فلأذهَب في هذه الأرض العريضة حتى ننظر ما يصير أمر الناس)).
يُراجع: جُمَل من أنساب الأشراف للبلاذُري، ج3، ص205. تاريخ الرسل والملوك للطبري، ج5، ص414، 425.