عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان، كانا ممّن حضر بين يَدَي الإمام الحسين ودافع عنه، وكان لهما الموقف الصلب يوم العاشر من المحرّم، إذ بذلا نفسهما فداءً لأبي الأحرار (عليه السلام)، روى الطبري ما نصّه: ((فلما رَأَى أَصْحَاب الْحُسَيْن أنَّهُمْ قَدْ كثروا، وأنهم لا يقدرون عَلَى أن يمنعوا حسيناً وَلا أنفسهم، تنافسوا فِي أن يقتلوا بين يديه، فجاءه عَبْد اللَّهِ وعبد الرَّحْمَن .. الغفاريان، فقالا: يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ، عَلَيْك السلام، حازنا العدو إليك، فأحببنا أن نقتل بين يديك، نمنعك وندفع عنك، قَالَ: مرحبا بكما! ادنوا مني، فدنوا مِنْهُ، فجعلا يقاتلان قريبا مِنْهُ، وأحدهما يقول:
قَدْ علمت حقا بنو غفار
وخندف بعد بني نزار
لنضربن معشر الفجار
بكل عضب صارم بتار
يَا قوم ذودوا عن بني الأحرار
بالمشرفي والقنا الخطار
فقاتلا حتى قُتِلا رضوان الله تعالى عليهما
يُراجع:
تاريخ الرسل والملوك للطبري، ج5، ص442.