كربلاء في التقارير البريطانية قبل الحرب العالمية الأولى
جاء في تقرير عسكري سرّي أعدّته رئاسة الأركان البريطانية العامة في 1911م، عن المنطقة الممتدة ما بين بغداد والخليج، أن كربلاء المقدسة تقع في سهل يبعد عشرين ميلاً من جهة الغرب عن الفرات الذي تتصل به عن طريق جدول الحسينية. وتحتوي البلدة على خمسة آلاف بيت واسع حسن البناء، وليس لها أسوار، لكنها تحاط بالجنائن والبساتين التي يختبئ فيها عدد من البيوت. وتستمد ماءها -الذي ينقطع أحياناً- من الجدول المذكور، وحينما ينقطع الماء يستقى الماء العكر من الآبار. وبحسب ما جاء في التقرير، كان عدد نفوس كربلاء يبلغ حوالي ستين ألف نسمة، وكانت لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) منزلة دينية عظمى، ولذلك يقصد هذه المدينة المقدسة على الدوام عدد كبير من الشيعة المتدينين من جميع أنحاء العالم. ويتابع التقرير: أنّ السوق في كربلاء ممتلئ بالحاجات والسلع، وكثير الحركة والمشغولية؛ لأنّ البلدة تعد مركزاً لمنطقة زراعية مهمة، وقد أصبحت في الأيام الأخيرة مقراً لفرقة من فرق الرديف، ومركزاً لمتصرفية تتبع بغداد، ويوجد فيها وكيل بريطاني يقوم بالأعمال القنصلية. وفي هذا التقرير كذلك معلومات تفصيلية عن الطريق ما بين بغداد وكربلاء، الذي يبلغ طوله حوالي خمسة وستين ميلاً. ويذكر أن جدول الحسينية تبلغ سرعة المياه فيه ميلاً واحداً في الساعة، وهو عميق يتراوح عرضه بين عشرين وخمسة وعشرين قدماً، وتتفرع منه عدّة فروع لا ينساب فيها الماء إلا حينما يبلغ مقداره في الجدول الأصلي 8 -12 قدماً. ومما يذكر في تفصيلات الطريق بالنسبة للجهة القريبة من كربلاء، أنّ قلعة مربعة الشكل تسمى قلعة الشيخ إبراهيم تقع في الميل الثاني والخمسين من بغداد، والجانب الأيسر من الجدول، ويوجد حول هذه القلعة 100 كوخ من الطين أو الخصاص. المصدر: موسوعة العتبات المقدسة، ج8، ص318.