يقع هذا التل المنسي والذي عفا عليه الزمن في مقاطعة الوند، وهو محاذي لأراضي منشأة حطين العسكرية التي تدمرت بالكامل في ناحية الحسينية، حيث يتألف التل من أراضي رسوبية هشة، بسبب وقوعه على الضفة الشرقية من نهر قديم، وهذا التل لم يبق منه سوى آثر وادي كبير محاط بالكثير من النباتات المتشابكة.
أجريت العديد من البعثات التنقيبية خلال الفترة الماضية، حيث أظهرت مفتشية الآثار العراقية في عقد الثمانينات من القرن المنصرم، إنَّ هناك جدراناً شيدت بالأجر الأحمر والجص، ذات الشكل المربع اذ يبلغ طول ضلع الآجر (33 سم)، وبسمك (8 سم)، ويبلغ عرض الجدار الذي اكتشفت أجزاؤه نصف متر.
ومن خلال إطلاع بعثة مركز كربلاء للدراسات والبحوث والوقوف على واقع حال التل تبين ان جدران القصر طمرت بالكامل تحت التراب حيث ان التراب اختلط مع جدرانه الأربعة وباحاته المختلفة مما يصعب الوصول اليه وتحديد تلك الجدران والباحات.
واتضحَ ان البناء الشاهق الذي كان عليه القصر يعود لقرون طويلة ولم يبقَ منه سوى رفات وأطلال قليلة تشهد على تاريخ القصر الطويل.
وهناك واقعة حدثت في زمن الإمام الحسين (عليه السلام) عندما جاء الى مدينة كربلاء سنة (61هـ) وهي عندما أرادَ الصحابي الجليل زهير بن القين ترغيب الإمام الحسين (عليه السلام) بمكان حصين حيث قال: (ها هنا قرية بالقرب منا على شط الفرات، وهي في عاقول حصينة، الفرات يحدق بها إلا من جهة واحدة).
فما ذكره زهير ينطبق على موقع العقير في هذه التربة التي يحيط به العلقمي من الجهات كلها الا من جهة الشرق، والعاقول الذي ذكره الحديث هو المكان الحصين.
.............................................................................................
المصدر: الدليل الآثاري -كربلاء المقدسة-، سلسلة إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص16.