الحرارة المرتفعة والتربة المفككة... أسباب تفاقم العواصف الغبارية في كربلاء
تشهد مدينة كربلاء المقدسة تكراراً مرتفعاً لظاهرة العواصف الغبارية خلال أشهر الصيف، حيث تتحول أجواؤها الحارة والجافة إلى مسرحٍ لدواماتٍ ترابية تحجب الرؤية وتثقل أنفاس السكان.
ووفقاً لما ورد في موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث، فإن معدل تكرار العواصف يبلغ ذروته في شهري نيسان وأيار بمعدل يومين تقريباً، لينخفض تدريجياً في حزيران وتموز إلى نحو يومٍ ونصف يوم، قبل أن يتراجع في أيلول وتشرين الأول بسبب ضعف المنخفضات الجوية الجبهوية.
وتعزو الموسوعة تزايد العواصف إلى ارتفاع درجات الحرارة وظهور المنخفضات الحرارية التي ترفع ذرات التربة الجافة نحو الهواء بسرعة قد تتجاوز 25 كم/ساعة، فيما تسهم الترب الرملية المفككة وقلة الأمطار في تفاقم الظاهرة.
وتسجل كربلاء أعلى معدلات للغبار المتصاعد في حزيران وتموز، إذ بلغت أيام الغبار فيهما أكثر من 150 يوماً مجتمعين، في حين يُعد شهر كانون الأول الأقل تأثراً نتيجة زيادة الرطوبة وهطول الأمطار وتماسك التربة.
هذه الظاهرة المناخية، وإن كانت موسمية، إلا أن آثارها الصحية والبيئية تتطلب خططاً عاجلة للتخفيف من تداعياتها عبر زيادة المساحات الخضراء وتثبيت التربة في المناطق المكشوفة.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، 2020، ج3، ص10-11.