تاريخها: تمثل هذه الشعيرة واحدة من أكبر التجمعات البشرية التي تحدث في العالم وتقام سنوياً ظهر يوم العاشر من حرم في مدينة كربلاء لأحياء مراسيم استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وصحبه الكرام في واقعة الطف ويقول التاريخ أن ركضة طويريج بدأت من مجلس عزاء كان يقام في بيت السيد صالح القزويني الذي كان يقرأ المقتل في اليوم العاشر من محرم في قضاء طويريج ويحضره آلاف من المعزين في احدى السنوات وبعد ان قرأ السيد القزويني المقتل حتى وصل الى مصيبة استشهاد الامام الحسين عليه السلام انتاب الناس حالة من البكاء والنحيب. وفي هذه الاثناء طلب المعزون من السيد القزويني ان يتوجه بهم الى حرم سيد الشهداء فاستجاب لهم وركب على ظهر فرسه ليكون على رأسهم في مسيرة نحو الضريح المقدس. وطويريج هي تحريف محلي العبارة Tow way reach) بالانكليزية. واستمرت هذه المراسيم حتى عام ١٩٩٠ الا انه بعد الانتفاضة الشعبانية بعد عام ۱۹۹۱ فرض النظام الدكتاتوري حظرا على اقامتها لكن الاهالي أصروا على اقامتها وهو ما دفع الاجهزة القمعية الى شن اعتقالات واعدامات على المشاركين في هذه الشعيرة. وبعد سقوط النظام عام ٢٠٠٣ تطورت يوماً بعد يوم حتى اصبحت بهذه الصورة الكبيرة ومشاركة مئات الالاف من الزوار فيها.
ويشارك في ركضة طويريج ملايين الزوار العراقيين والعرب والاجانب. وتنطلق من قنطرة السلام في كربلاء باتجاه مرقد الامام الحسين عليه السلام وسط المدينة القديمة بطول يصل الى (٢) كم ويزداد المشاركون فيها عام بعد آخر. ويردد المشاركون فيها عبارة (لبيك يا حسين) استجابة الى نداء الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء (هل من ناصر ينصرنا) ويقول الاستاذ المؤرخ سعيد رشيد زميزم ان تاريخ تأسيس هذا العزاء سنة ١٨٥٥م. وقد حارب النظام البائد هذه الشعيرة وانتشرت عناصر البعث على طريق مرور هذا العزاء يوم العاشر من محرم، وقاموا برصد من يشارك بهذا العزاء ولاسيما الشباب ويضعون على ملابسهم الاصباغ ليميزوهم ثم يعتقلوهم.
وبعد سقوط النظام عادت ركضة طويريج منظمة ويشارك فيها الملايين من المعزين والزائرين وقد اشتهرت احدى الردات التي يرددها المشاركون (ركضة طويريج من يمحيها والامام المهدي يحضر فيها).
المصدر / الدكتور فالح القريشي / الأمام الحسين في الضمير الإنساني ص ١٢٥