8:10:45
مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر النشرة الإحصائية السنوية لزيارة الأربعين 1446هـ / 2024م  مركز كربلاء يحث المواطنين على الالتزام بإرشادات الدفاع المدني لضمان سلامة المواطنين خلال عيد الفطر المبارك  قراءة في كتاب: أكبر كنز نحوي من (14) مجلداً أصلياً تزيّن رفوف مكتبة مركز كربلاء أهالي كربلاء المقدسة يستعدون لاستقبال عيد الفطر المبارك وسط انتعاش تجاري وتوافد الزوار العيد للطائعين و مقبولي الأعمال و كل أيامهم أعياد ...محمد جواد الدمستاني طب الامام الصادق عليه السلام السيد طاهر الهندي وتذهيب المنائر الحسينية وثيقة عثمانية تكشف تظلّم أهالي الهندية من متصرف لواء كربلاء عام 1886 حرفة صناع التنك ..مهنة تراثية تكافح للبقاء اسبوع في لمحة ابرز ماجاء في الاسبوع السابق الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين إدارة المؤتمر العلمي التاسع لزيارة الأربعين تعلن عن تمديد مدة استلام ملخصات البحوث الإرث العلمي والجهادي للسيد محمد تقي الجلالي مركز كربلاء يصدر كتابًا لتصنيف المقتنيات الأثرية في متحف العتبة الحسينية المقدسة حكايات من كربلاء..الحاج علي شاه وقصة ثرائه وأعماله الخيرية الندوة الالكترونية الموسومة " النبأ العظيم بين المناهج السياقية والمناهج النسقي" صدور كتاب فلسفة الصيام ودوره في التغيير الاجتماعي والفردي عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث السلطان محمد خدابنده ورعايته للعتبات المقدسة إعمار مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) بتمويل قاجاري – وثيقة من موسوعة كربلاء "الأوتجي".. مهنة كي الملابس في كربلاء بين التراث والتطور
اخبار عامة / أقلام الباحثين
03:44 AM | 2023-09-20 2304
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المخيم الحسيني.. مواقد نيران ودموع غمام.. الحـــــــروفية والبكـــــتاشية(الحلقة الحادية والثلاثون)

الحروفية والبكتاشية

طريقة معروفة على يد فضل اللّه الحروفي ومن كتبها جاودان، وعلى يد نسيمي البغدادي وأتباعه... وطريقة البكتاشية في الحقيقة كانت طريقة زهد وتقوى، لم تدخلها البدع، ولا الأبطان إلّا من حين دخل الحروفية والأخية بين صفوفهم.

 وكان السلطان محمود الثاني قد ألغى تكايا البكتاشية سنة ١٢٤١ هـ عندما قضى على الينكچرية ولكن ذلك لم يتم إلّا أيام رئيس الجمهورية التركية السابق أتاتورك (مصطفى كمال)، فكان القضاء المبرم. لم تنل هذه الطريقة رواجاً في العراق ولا في البلاد العربية. ومؤسسها الأصلي الحاج (بكتاش ولي) المتوفى سنة ٧٣٨هـ. والكلمة متفقة على أنّه كان من أهل الصلاح والتقوى، إلّا أنّ الحروفية دخلوها فأفسدوها من جراء أنّ هؤلاء استغلوا شهرة بكتاش فمالوا إليها. وبدخول العثمانيين تأسّست في العراق، فاتخذت جملة تكايا فتمكنوا من تكوين طريقتهم في بغداد والأنحاء العراقية الأخرى، فتكونت لهم (تكية خضر الياس) و(تكية بابا گور گور). كان مسجداً، فصار تكية لهم. وتكايا أخرى في النجف وكربلاء وغيرهما.

وهؤلاء أهل أبطان تستروا بالتشيع، وإنّ مؤلفاتهم التي عرفت لحدّ الآن تنبى‏ء عن أنّهم من الغلاة؛ دخلوا من طريق التصوف، بل إنّ تصوفهم كان غالياً، وفي العراق؛ ظهرت بعض حوادثهم. وتأتي في حينها. وعندنا من أهل العناصر القريبة منهم (العلي اللهية)، والكاكائية، والقزلباشية، والباباوات، ولا يفرقون عن غيرهم إلّا بما دخل هذه الطوائف من أمور دخيلة مما فرضه الرؤساء، وقد تكلمنا عنهم في كتاب (الكاكائية في التاريخ). وكلهم اليوم في قلة. وفي كركوك تكية للبكتاشية يقال لها: (تكية مردان علي)، وفي دقوقا (تكية دده جعفر). وهم في العراق لم يحدثوا تأثيراً كبيراً على الأهالي على الرغم من وجود مؤسساتهم، فهي ضعيفة الأثر.

 إشتهروا في حكاياتهم التي ينددون بها بالأمور الشرعية، والفرائض المكتوبة، ويقولون بترك الرسوم الدينية، وتتداول بين الناس هذه الحكايات يحفظها الكثيرون في مقام يعين وضعهم في شرب الخمر وسائر المنكرات والتهاون بالعبادات، إلا أنّهم يتظاهرون بأنّهم اثنا عشرية، وهم بعيدون عنهم، فأبطنوا ما أبطنوا. ولو لا ما قامت به السلطة من التنكيل بهم، أو القضاء عليهم فأدّى إلى انتشار كتبهم، لبقوا على هذا التكتم مدة أطول).

وقال عنهم الكيلاني: البكتاشية نسبة إلى (بكتاش ولي) وتسمى أيضاً (البكطاشية)، وهذه الطريقة دعمت من السلطة العثمانية، حتى أنّهم أقرّوا عقيدتها على جيوش الدولة العثمانية، وفي السلم والحرب، ودخلت معهم إلى بغداد، وسجلت في بغداد تكية للبكتاشية غرب بغداد في منطقة خضر إلياس، وتكية في الكاظم، وفتحت تكايا أخرى في كركوك وكربلاء والنجف، غير أنّ ذروة انتشارها كان بين (الجندرمة) وأغوات الجيش الانكشاري، وجرى القضاء عليها من قبل السلطان العثماني بنفسه بحدود سنة 1241هـ في عهد السلطان محمود الثاني، وسمي هذا الحدث بـ(الانقلاب العثماني) وشنّت حملة ضدهم وصودرت تكاياهم، واعتقل قادتهم، وانعكس ذلك على تكاياهم في بغداد، فصودرت تكيتهم في بغداد، واُعيد لها الاعتبار في زمن السلطان عبد المجيد 1265هـ. وهذه الطريقة لم تجد لها رواجاً وقبولاً لدى أهل بغداد؛ بسبب تصرفات شيوخها ووجود غلو عقائدي لديهم، فاستمرت محصورة في الترك والأغراب ممن استوطنوا بغداد، وبالذات بين أفراد الجيش العثماني[1].

 ولما كانت البكتاشية هي من المتصوفة لا بدّ لي أن اذكر مقتطفات من آراء علمائنا في الطريقة.

 قال الحر العاملي: إجماع جميع الشيعة الإمامية، واتفاق الفرقة الاثني عشرية، على ترك هذه النسبة -الصوفية - واجتنابها مباينة أهلها في زمن الأئمة عليهم السلام ، وبعده إلى قريب من هذا الزمان لم يكن أحد من الشيعة صوفياً أصلاً، كما يظهر لمن تتبع كتب الحديث والرجال وسمع الأخبار، بل لا يوجد للتصوف وأهله في كتب الشيعة وكلام الأئمة عليهم السلام ذكر إلّا بالذم، وقد صنفوا في الردّ عليهم كتباً متعدّدة؛ ذكروا بعضها في فهرست كتب الشيعة، وقد نقل الإجماع منهم جماعة من الأجلاء - يأتي ذكر بعضهم إن شاء الله - فكيف جاز الآن لضعفاء الشيعة الخروج عن هذا الإجماع وعن طريقة أهل العصمة؟!

وقال بعض المحققين من مشايخنا المعاصرين: اعلم أن هذا الاسم، وهو اسم التصوف كان مستعملاً في فرقة من الحكماء الزايغين عن الصواب، ثمّ بعدهم في جماعة من الزنادقة وأهل الخلاف من أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله كالحسن البصري، وسفيان الثوري، ونحوهما. ثمّ جاء فيمن جاء بعدهم، وسلك سبيلهم كالغزالي رأس الناصبين لأهل البيت عليهم السلام ، ولم يستعمله أحد من الإمامية لا في زمن الأئمة عليهم السلام ، ولا بعده إلى قريب من هذا الزمان، فقد طالع بعض الإمامية كتب الصوفية، فرأى فيها ما يليق، ولا ينافي قواعد الشريعة، فلم يتجاوزه إلى غيره؟.

ثم سرى الأمر إلى تعلق بعضهم بجميع طريقتهم، وصار من تبع بعض مسالكهم سنداً لهم، ثمّ انتهت الحال إلى أن جعل الغناء والرقص والصفق أفضل العبادات، وصارت اعتقاداتهم في النواصب والزنادقة أنّهم على الحقّ فتركوا أمور الشريعة، وأظهروا للعوام حسن هذه الطريقة، وساعدهم رفع المشقّة في تعلم علوم الدين وأكثر التكاليف حتى أنّهم يكتفون بالجلوس في مكان منفرد أربعين يوماً، ولا يحتاجون إلى شيء من أمور الدين، وساعدهم ميل الطبع إلى اللّذة حتى النظر إلى صور الذكور المستحسنة والتلذذ به، وأتعبوا أنفسهم في الرياضيات المنهي عنها في شرعنا لعل أذهانهم تصفوا، وليت شعري لو حصل ذلك، فأيّ فرق بين المؤمن والكافر؟ فإنّ كفار الهند وغيرهم كذلك يخبرون بمثل ما يدعونه، بل بما هو أبلغ منه، وأهل التسخير والشعبذة تظهر منهم ما يدعي هؤلاء وأهل الكرامات؛ كانت تظهر منهم من غير هذه الرياضة وأهل التقوى لم يدعوا شيئاً من ذلك، ثمّ انتهى الأمر إلى أن صار التصوف غير مشروط بالعلم، بل بمجرد تغيير اللباس المتعارف عند أكثر أهل الناس، وتلبيس الظاهر بذلك، وترك الباطن أما فارغاً أو حملوا مما يعلم الله وصار من زهده وصلاحه بطريق الشريعة المطهرة، ممقوتاً عندهم لأنّه إذا سئل: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، وهؤلاء يدعون أنهم يقولون: قال الله بلا واسطة وربما يقولون: قال رسول الله ويدعون المشافهة مع أن بينهما ألف سنة فما زاد. 

 

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp