8:10:45
ندوة إلكترونية إعلان.. وظيفة شاغرة ندوة علمية  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث  إسقاط طائرة (أود أكس) في كربلاء عام 1941.. خبر من صفحات الماضي بالفيديو - مركز كربلاء للدراسات والبحوث يستضيف وفداً أكاديمياً من مركز التخطيط الحضري والإقليمي القناعة مال لا ينفد ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء يُعزز الوعي المجتمعي بندوات حول الظواهر السلبية وتأثيرها على الطلبة المسرح في كربلاء...التفاعل مع القضايا الإنسانية تحت مظلة مهرجان أيام كربلاء الدولي الرابع للمسرح استبيان مركز كربلاء للدراسات والبحوث لتطوير الاداء المؤسسي في محافظة كربلاء المقدسة الدكتور صالح جواد آل طعمة..رائد الأدب والشعر الحر في العالم العربي إعلان لقاء الدكتور زهير الجواهري خلال الندوة العلمية الدولية لإحياء "طريق الإمام الحسين" كتراث عالمي لقاء الدكتور نيومارك خلال الندوة العلمية الدولية لإحياء "طريق الإمام الحسين" كتراث عالمي استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث إدارة المركز تعقد اجتماعاً تحضيرياً للمؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين واللَّهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا ... محمد جواد الدمستاني اسبوع في لمحة الحلقة (3) || ابرز نشاطات المركز خلال الاسبوع السابق إدارة المركز تعقد اجتماعًا مهمًّا مع الهيئة الاستشارية التلال الاثرية في قضاء الحر بمحافظة كربلاء المقدسة
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:37 AM | 2023-08-24 1262
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المخيم الحسيني.. مواقد نيران ودموع غمام.. الموقع الحقيقي للمخيم الحسيني(الحلقة الثالثة عشر)

وتأسيساً على ما تقدّم؛ يتبيّن؛ أن مخيم الإمام الحسين عليه السلام الذي كان يضم أهل بيته وأصحابه كان في مكان واحد، والبيوت متقاربة، كما في قول البلاذري المار الذكر، فضلاً عن الاستدلالات الاتية:

لما خرج عبد الله بن عمير الكلبي -وكنيته أبو وهب- للقتال كانت زوجته أم وهب تراقبه من باب الخيمة -بدلالة قول الطبري-: فأخذت أم وهب امرأته عموداً، ثمّ أقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد، فأقبل إليها يردّها نحو النساء، فأخذت تجاذب ثوبه، ثمّ قالت إنّي لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها حسين فقال: جزيتم من أهل بيت خيراً. ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن، فإنّه ليس على النساء قتال، فانصرفت إليهن.

وفي هذه الرواية دلالة واضحة على أن المخيّم الحسيني آنذاك على مقربة من أرض المعركة.

قال: ولما رأى الحسين عليه السلام مصارع فتيانه وأحبته؛ عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى: هل من ذابٍ يذب عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل، فتقدم إلى باب الخيمة، وقال لزينب: ناوليني ولدي الصغير حتى أودعه. وهذه الرواية دالة على أنَّ المخيّم هو جزء من ساحة المعركة وإن لم يكن جزء منها فهو على مقربة تامة.

وفي استشهاد علي الأكبر عليه السلام (قال أبو مخنف): حدَّثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم الأزدي، قال سماع أذني يومئذ من الحسين يقول: قتل الله قوماً قتلوك يا بُني، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا. قال: وكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة تنادى: يا أخياه، ويا ابن أخاه، قال فسألت عليها، فقيل: هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت حتى أكبت عليه، فجاءها الحسين فأخذ بيدها، فردَّها إلى الفسطاط. وأقبل الحسين إلى ابنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال: إحملوا أخاكم. فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه. وتنصّ هذه الرواية صراحة على أنّ ساحة القتال؛ هي أمام المخيّم.

ويقال: إن عمر بن سعد أمر بتقويض تلك الأبنية التي تمنع من القتال من أتى ناحيتها، فجعل أصحاب الحسين يقتلون من يتعاطى ذلك، فأمر بتحريقها فقال الحسين: دعوهم يحرقونها فإنّهم لا يستطيعون أن يجوزوا منها، وقد أحرقت. وجاء شمر بن ذي الجوشن قبحه الله إلى فسطاط الحسين فطعنه برمحه -يعني الفسطاط- وقال: إيتوني بالنار لأحرقه على من فيه، فصاحت النسوة وخرجن منه، فقال له الحسين: أحرقك الله بالنار. وجاء شبث بن ربعي إلى شمر قبحه الله فقال له: ما رأيت أقبح من قولك ولا من فعلك وموقفك هذا، أتريد أن ترعب النساء؟ فاستحى وهمّ بالرجوع، وقال حميد بن مسلم: قلت لشمر سبحان الله! إنّ هذا لا يصلح لك، أتريد أن تجمع على نفسك خصلتين؟ تعذّب بعذاب الله، وتقتل الولدان والنساء؟ والله إنّ في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك. قال: فقال لي: من أنت؟ قلت: لا أخبرك من أنا- وخشيت أنّي إن أخبرته فعرفني أن يسوءني عند السلطان[1]. يتضح من نصوص هذه الرواية؛ أنّ القتال كان يجري في الخيام نفسها؛ لذا أمر ابن سعد بتقويضها كما في النص.

وقال هانئ بن ثبيت الحضرمي: إني لواقف يوم مقتل الحسين عاشر عشرة ليس منا رجل إلّا على فرس، إذ خرج غلام من آل الحسين، وهو ممسك بعود من تلك الأبنية، وعليه إزار وقميص، وهو مذعور يلتفت يميناً وشمالاً، فكأنّي أنظر إلى درّتين في أذنيه تذبذبان كلما التفت، إذ أقبل رجل يركض فرسه حتى إذا دنا من الغلام مال عن فرسه، ثمّ أخذ الغلام فقطعه بالسيف. قال هشام السكوني: هانئ بن ثبيت هو الذي قتل الغلام، خاف أن يعاب ذلك عليه فكنى عن نفسه. وهذا دليل أنّ الخيام قريبة من أرض المعركة، وفي مرأى النظر.

ثمّ إنّ الحسين أعيا؛ فقعد على باب فسطاطه وأتي بصبي صغير من أولاده اسمه عبد الله، فأجلسه في حجره، ثمّ جعل يقبله ويشمه ويودعه ويوصي أهله، فرماه رجل من بني أسد يقال له (ابن موقد النار) بسهم فذبح ذلك الغلام، فتلقى حسين دمه في يده، وألقاه نحو السماء، وقال: ربّ إنّ تك قد حبست عنّا النصر من السماء، فاجعله لما هو خير، وانتقم لنا من الظالمين.

إن شمر بن ذي الجوشن أقبل في عشرة أو نحوهم من رجال أهل الكوفة قبل منزل الحسين الذي فيه ثقله وعياله، فمشى (الحسين) نحوهم فحالوا بينه وبين رحله، فقال لهم: ويحكم إن لم يكن (لكم) دين فكونوا في أمر دنياكم أحراراً، امنعوا أهلي من طغامكم وسفهائكم!، فقال له شمر: ذاك لك يا ابن فاطمة، وأقدم عليه بالرجالة. وقالت زينب بنت علي لعمر بن سعد: يا عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر؟! فبكى (عمر) وانصرف بوجهه عنها. وفي مضمون هذا النص الصريح دلالة واضحة في معانيه؛ بأنّ المخيّم كان على مقربة من ساحة المعركة إن لم يكن جزءاً منها، وأنّ الإمام عليه السلام قاتل العدو أمام خيام عياله.

إنّ الفائدة المستقاة من الروايات الآنفة الذكر؛ أنّ المخيّم كان في مرمى السمع والنظر للفريقين، فضلاً عن بعض الروايات التي بيّنت بشكل واضح وصريح أنّ قتالاً جرى داخل المخيّم وفي جنباته.

 

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp