هو جعفر بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، أمّه فاطمة بنت حزام الكلابيّة المكناة بأمّ البنين، وكان عمره يوم الطفّ تسع وعشرون سنة، ويكنى أبو عبد الله.
كان يلقّب بجعفر الأكبر، وذكروا أنّ أمير المؤمنين عليه السلام سمّاه بأخيه جعفر الطيّار رضوان الله عليه لأنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان شديد المحبّة له.
قال الأصفهاني: ولد بعد أخيه عثمان بسنتين، وكان عمره يوم الطف تسع عشرة سنة.
قال السماوي: ولد بعد أخيه عثمان بنحو سنتين..وبقي مع أبيه نحو سنتين، ومع أخيه الحسن نحو اثنتي عشرة سنةً، ومع أخيه الحسين عليه السلام نحو إحدىٰ وعشرين سنةً، وذلك مدّة عمره، سمّـاه أبوه أمير المؤمنين عليه السلام: جعفرا تكريما لأخيه جعفر بن أبي طالب لما يمتلكه من مكانةٍ في نفس أمير المؤمنين عليه السلام.
أقول:أن ما ذكره الأصفهاني من أن عمر شهيد الطف جعفر بن علي يوم شهادته كان تسعة عشرة سنة لا يصح ، لأن ولادته - على رأي الأصفهاني- تكون سنة ٤١هـ في حين أن شهادة الإمام علي عليه السلام كانت سنة ٤٠هـ بلا خلاف.
وبذلك يكون الراجح عندي هو رأي العمري المتقدم.
قال ابن شهر آشوب: تقدّم للقتال بعد أن استأذن الإمام الحسين عليه السلام في ذلك بأمرٍ من أخيه العبّاس عليه السلام فبرز للقتال منشدا:
إَنِّي أَنَا جَعْفَرُ ذُو المَعَالِي |
|
ابْنُ عَلِيِّ الخَيْرِ ذُو النَّوَالِ |
ذاك الوصيّ ذو السنا والوالِ |
|
حَسْبِي بِعَمِّي شَرَفاً وَخَالِي |
أَحْمِي حُسَيْناً ذِي النَّدَى المِفْضَال |
دخل حومة الميدان حتّىٰ جندل الرجال تلو الرجال من جيش البغاة الفاسقين، وتمكّن من قتل الكثير منهم، وعندما رأىٰ الأرجاس أنّه ذو عزيمةٍ لا تلين وعريكةٍ لا تقهر شدّوا عليه، وتمكّنوا من إصابته فسقط إلىٰ الأرض فدنا منه المجرم هاني بن ثبيت الحضرمي فقتله، واحتزّ رأسه.