نسبةً الى ذهلٍ وهو جمل بن كباثة بن ناجية بن مراد بن يحابر بن مالك بن زبيد بن صعب بن سعد العشيرة هذا النسب في حال كونه جملي كما نص علىٰ ذلك أبو مخنف.
وهناك من ذكره بـ(البجلي)، والبجلي نسبةً الى بجيلة بن صعب بن سعد العشيرة وهم عشيرة يمانية تنتسب الى بني عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ اخي الازد.
نرجح انه جملي وليس بجلي.
قال شمس الدين:كوفي شخصية بارزة جملي (يمن، عرب الجنوب).
وذكره الشيخ في عِداد أصحاب الحسين عليه السلام.
وقال الفضيل بن الزبير: وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، وعليه المحلي.
وقال المامقاني:كان نافع سيداً شريفاً سرياً شجاعاً وكان قارئاً للقرآن كاتباً من حملة الحديث ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وحضر معه حروبه الثلاث في العراق وخرج الى الحسين عليه السلام حين أتىٰ فلقيه في الطريق بعد وصوله عذيب الهجانات.
قال الزركلي: كان نافع من أشراف العرب وشجعانهم. شهد وقعة ( الحسين ) وقاتل بين يديه، وكان قد كتب اسمه فوق نباله-وكانت مسمومة-فلم يزل يضرب ويرمي حتى كسرت عضداه وسيق أسيرا، فقتله شمر بن ذي الجوشن.
وكان نافع ممن التحق مع الحسين عليه السلام في عذيب الهجانات مع مجموعة عمرو بن خالد الصيداوي فمانعهم الحر وأخذهم الإمام الحسين عليه السلام ، وبقي مع الحسين عليه السلام حتى استشهد.
قال أبو مخنف: حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات وكان بها هجائن النعمان ترعىٰ هنالك، فإذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة علىٰ رواحلهم يجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له الكامل ومعهم دليلهم الطرماح بن عدي علىٰ فرسه وهو يقول:
وشَمِرِي قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ |
|
يا ناقتي لا تُذْعَرِي مِنْ زَجْري |
|
|
حتّى تَحُلِي بِكَريمِ النَجْرِ |
|
بِخَيْرِ رُكبانٍ و خَيْرِ سَفْرِ |
|
|
|
ثمَّت أَبقاه بَقاءَ الدَهْرِ |
|||
قال: فلما انتهوا إلى الحسين عليه السلام أنشده هذه الأبيات، فقال: أما والله اني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا، قتلنا أم ظفرنا، قال: وأقبل إليهم الحر بن يزيد فقال:إنَّ هؤلاء النفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادهم.
فقال له الحسين عليه السلام: لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي، انما هؤلاء أنصاري وأعواني وقد كنت أعطيتني ألا تعرض لي بشيء حتى يأتيك كتاب من ابن زياد، فقال: أجل، لكن لم يأتوا معك، قال: هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي، فإن تممت علىٰ ما كان بيني وبينك والا ناجزتك، قال فكف عنهم الحر. قال ثم قال لهم الحسين: أخبروني خبر الناس وراءكم، فقال له مجمع بن عبد الله العائذي وهو أحد النفر الأربعة الذين جاءوه: اما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم، وملئت غرائرهم، باستمال ودهم ويستخلص به نصيحتهم، فهم ألب واحد عليك وأما سائر الناس بعد فان أفئدتهم تهوى إليك وسيوفهم غداً مشهورة عليك. قال: أخبرني فهل لكم برسولي إليكم ؟ قالوا: من هو؟ قال: قيس بن مسهر الصيداوي، قالوا: نعم أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلى ابن زياد فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك فصلى عليك وعلىٰ أبيك ولعن ابن زياد وأباه ودعا إلى نصرتك وأخبرهم بقدومك، فامر به ابن زياد فألقى من طمار القصر، فترقرقت عينا حسين عليه السلام ولم يملك دمعه ثم قال:فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا تَبْدِيلاً اَلّلهُمَّ اجْعَلْ لَنا وَلَهُمُ الْجَنَّةَ نُزُلاً، وَاجْمَعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ في مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِكَ وَرَغائِبِ مَذْخُورِ ثَوابِكَ.
إستشهاده:
قال أبو مخنف: برز نافع بن هلال الجملي الى القتال و كان قد كتب اسمه علىٰ افواق نبله فجعل يرمي بها مسمومة وهو يقول: انا الجمَلي، أنا علىٰ دين علي اما ابن اعثم فيزيد:
والنفسُ لاَ يَنْفَعُها إشْفَاقُها |
|
أَرْمِي بها مُعْلَمَةً أفواقُها |
لَيمْلأَنَّ أَرْضَها رِشَاقُها |
|
مسمومةً تجري بها أَخْفَاقُها |
فقتل اثني عشر من أصحاب عمر بن سعد سوى من جرح قال فضرب حتى كسرت عضداه وأخذ أسيرا قال فأخذه شمر بن ذي الجوشن ومعه أصحاب له يسوقون نافعا حتى أتي به عمر بن سعد فقال له عمر بن سعد ويحك يا نافع ما حملك علىٰ ما صنعت بِنفسك قال إنَّ رَبى يعلم ما أردتُ قال والدماء تسيل علىٰ لحيته وهو يقول وَاللهِ لَقَدْ قَتلتُ مِنكُم أثنَي عَشرَ سِوى مَن جَرحْتُ وَما أَلوُمُ نَفْسي عَلى الجُهدِ وَلَوْ بَقِيت لي عَضُدٌ وَساعِدَّ ما أسَرْتُـمُوني فقال له شمر اقتله أصلحك الله قال أنت جئت به فإن شئت فاقتله قال فانتضى شمر سيفه فقال له نافع أما وَاللهِ إنْ لَوْ كُنْتَ مِنَ المُسلِمِينَ لَعَظُمَ عَليكَ أنْ تَلْقى اللهَ بِدِمائِنا فَالحَمْدُ لله ألَّذي جَعَلَ منايانا عَلى يَدَي شِرارِ خَلْقِهِ فقتله.