الحنفي: نسبةً الى بني حنيفة بن لجيم بن صعب بن علىّ بن بكر بن وائل. ومن بني حنيفه، الدّؤل بن حنيفة، وبنو عدي بن حنيفة، وبنو عامر بن حنيفة. ومن بطون بنى حنيفة : بنو سحيم بن مرّة بن الدول بن حنيفة، ولم نهتد الى اي من البطون المذكورة أعلاه ينتسب سعيد بن عبد الله.
عده الشيخ في أصحاب الحسين عليه السلام ولم ينص علىٰ لقبه ولم يصرح بمقتله.قال المامقاني: سعيد بن عبد الله الحنفي نسبةً الى بني حنيفة وهو في اعلىٰ درجات الثقة ولو لم يكن الا ما ورد في زيارة الناحية المقدسة في حقة لكفى في الكشف عن ثقته وجلالته.
وقال أبو العباس الحسني:ان سعيد بن عبد الله الحنفي احد الذين بايعوا الإمام الحسن عليه السلام علىٰ الخلافة.
وقال الشيخ راضي آل ياسين: سعيد بن عبد الله الحنفي ممن نهض مع الإمام الحسن عليه السلام في حربه مع معاوية.
وقال المحقق السماوي: كان سعيد من وجوه الشيعة بالكوفة وذوي الشجاعة والعبادة فيهم ومن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام الذين شهدوا معه حروبه الثلاث، وكان من المعارضين لبيعة الإمام الحسن عليه السلام وتنازله لمعاوية في بداية الأمر.
سعيد بن عبد الله الحنفي هو من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام وأحد الذين كاتبوه بعد هلاك معاوية، وممن حمل الكتب والرسائل اليه.
شهادته:
قال الطبري: ثم صلوا الظهر صلى بهم الحسين صلاة الخوف تم اقتتلوا بعد الظهر فاشتد قتالهم ووصل إلى الحسين فاستقدم الحنفي أَمامه فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يمينا وشمالا قائما بين يديه فما زال يرمى حتى سقط.
قال الخوارزمي: قال حَضَرَت صَلاةُ الظُّهرِ فَأَمَرَ الحُسَينُ عليه السلام زُهَيرَ بنَ القَينِ وسَعيدَ بنَ عَبدِ اللهِ الحَنَفيَّ أن يَتَقَدَّما أمامَهُ بِنِصفِ مَن تَخَلَّفَ مَعَهُ، ثُمَّ صَلّى بِهِم صَلاةَ الخَوفِ، فَوَصَلَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام سَهمٌ فَتَقَدَّمَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللهِ الحَنَفيُّ ووَقَفَ يَقيهِ بِنَفسِهِ ما زالَ، ولا تَخَطّى حَتّى سَقَطَ إلَى الأَرضِ وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ العَنهُم لَعنَ عاد وثَمودَ، اللّهُمَّ أبلِغ نَبيَّكَ عَنِّي السَّلامَ وأبلِغهُ ما لَقيتُ مِن ألَمِ الجِراحِ، فَإِنّي أرَدتُ ثَوابَكَ في نَصرِ ذُرّيَّةِ نَبيَّكَ، ثُمَّ قَضى نَحبَهُ رِضوانُ اللهِ عَلَيهِ، فَوُجِدَ بِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ سَهمًا سِوى ما بِهِ مِن ضَربِ السُّيوفِ وطَعنِ الرِّماحِ.
قال المامقاني: ثم التفت الى الحسين عليه السلام فقال: أوفيت يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، أنت أمامي في الجنة، ثم فاضت نفسه النفيسة.
وفيه يقول عبيد الله بن عمرو البدي الكندي:
ولا الحـرَّ إذْ آسى زُهيراً علىٰ قَسْرِ سعـيدَ بـنَ عبـدِالله لا تَنسِـيَنَّـه
لَمارَتْ علىٰ سَهْلٍ، ودُكّتْ علىٰ وَعْرِ فلو وَقَفتْ صُـمُّ الجبـالِ مكـانَهُم
ومِن مُقْـدِمٍ يَلقَي الأسِنّـةَ بالصَّدْرِ فمِـن قـائمٍ يَستعرضُ النبلَ وجههُ
ورد التسليم عليه في زيارة الناحية المقدسة(السَّلَامُ عَلَى سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيِّ الْقَائِلِ لِلْحُسَيْنِ عليه السلام وَ قَدْ أَذِنَ لَهُ فِي الِانْصِرَافِ لَا وَ اللَّهِ لَا نُخَلِّيكَ حَتَّى يَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّا قَدْ حَفِظْنَا غَيْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيكَ وَ اللَّهِ لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُحْرَقُ ثُمَّ أُذْرَى وَ يُفْعَلُ بِي ذَلِكَ سَبْعِينَ مَرَّةً مَا فَارَقْتُكَ حَتَّى أَلْقَى حِمَامِي دُونَكَ وَ كَيْفَ لَا أَفْعَلُ ذَلِكَ وَ إِنَّمَا هِيَ مَوْتَةٌ أَوْ قَتْلَةٌ وَاحِدَةٌ ثُمَّ هِيَ بَعْدَهَا الْكَرَامَةُ الَّتِي لَا انْقِضَاءَ لَهَا أَبَداً فَقَدْ لَقِيتَ حِمَامَكَ وَ وَاسَيْتَ إِمَامَكَ وَ لَقِيتَ مِنَ الله الْكَرَامَةَ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ حَشَرَنَا اللَّهُ مَعَكُمْ فِي الْمُسْتَشْهَدِينَ وَ رَزَقَنَا مُرَافَقَتَكُمْ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ).