8:10:45
وثائق ملكية تثبت أن مساحة كربلاء كانت تشكل نصف مساحة العراق! مركز كربلاء يقيم ندوة علمية عن حقوق المرأة، في رحاب كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة كربلاء اجتناب لوم الآخرين و سوء الظن ... محمد جولد الدمستاني أمسية رمضانية اعلان علماء خراسان في بغداد وأثرهم في الحركة الفكرية مجلة الأربعين تصدر جزءاً جديداً من بحوث المؤتمر العلمي الدولي الثامن لزيارة الأربعين دعاء اليوم الرابع من شهر رمضان المبارك من وثائق موسوعة كربلاء..شكوى ضد متصرف لواء كربلاءعام 1886م تاريخ العراق في عهد القره قوينلو والآق قوينلو ندوة إرشادية حول مرض الحمى القلاعية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من وثائق موسوعة كربلاء.. إعفاء خدم العتبات المقدسة من رسوم الدفن عام 1911م وفد من مركز كربلاء للدراسات والبحوث يزور مسؤولي في تربية كربلاء لتهنئتهم بعيد المعلم والمناصب الجديدة قصور كربلاء القديمة: شواهد صامتة على صراعات الملوك ندوة (الأذربيجانيون وتركمان العراق) تحظى باهتمام إعلامي دولي واسع من الأعلام الأدبية في كربلاء: الشيخ جعفر الهر منهج الشيخ محمد تقي الشيرازي في الاستنباط الفقهي كتاب بلاغة الامام علي بن الحسين عليهما السلام نهاية الحكم العثماني في كربلاء الحالة العمرانية والاجتماعية في كربلاء خلال القرن الثالث الهجري
اخبار عامة / أقلام الباحثين
03:42 AM | 2023-08-15 2335
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

المخيم الحسيني.. مواقد نيران ودموع غمام.. المخيم الحسيني في المصادر التاريخية ومدونات الرحّالة (الحلقة الخامسة)

المخيّم لغة: 

خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه، والخِيامُ أَيضاً: الهَوادِجُ على التشبيه. وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها: بَناها، وتَخَيَّم مكانَ كذا: ضَرَب خَيْمَتَه، وخَيَّمَ القومُ: دخلوا في الخَيْمة. وقيل: كل ما يُبْنَى من الشَّجَر والسَّعْفِ يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أوردَ إِبلَه المَاءَ. والخَيْمةُ عند العَرَب: البَيْتُ والمَنْزِل، وسُمِّيت خَيْمَةً؛ لأنَّ صاحِبَها يَتَّخِذُها كالمَنْزل الأَصلِيّ. ومُخيَّم: اسم المفعول من خَيَّمَ، الْمَوْضِعُ الَّذِي تُنْصَبُ فِيهِ الْخِيَامُ.

المخيّم الحسيني اصطلاحاً:

هو المكان الذي خيّم فيه الإمام الحسين عليه السلام مع أهل بيته وأصحابه عند نزولهم كربلاء في محرم الحرام عام 61 للهجرة. وهو من معالم كربلاء التاريخية، وأحد شواهد معركتها الخالدة التي تجسّد جزءاً مهماً منها، وهو شاهدٌ على ما فعله الطغاة من حرق وسلب ونهب؛ ليبقى شاخصاً يظهر على مرّ التاريخ جبن القوم الذين قاتلوا الإمام الحسين عليه السلام. والمخيم الحسيني اليوم يعرف بالمقام الرمزي الكائن في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة كربلاء المقدسة، وهو الحمى الذي ضمّ عيالات آل النبوة وفي قداسة المخيم، قال الشاعر:

هي خيمة جبريل يخدم أهلها

 

والروح والأملاك خادم قنبر

هي خيمة خضعت لها خيم الملوك

 

كتبَّـــعٍ وكـــــــــــــــــــــقيصر

هي خيمة لو كان أحمد حاضراً

 

لبكى لها مثل السحاب الممطرِ

هي خيمة يبكي وقوع عمودها

 

جزعاً عمودُ الدين فاتحُ خيبر

سنتطرق في دراستنا هذه إلى معالجة إشكالية متمثلة بالسؤال الآتي:

هل موضع مقام المخيّم الحسيني بموقعه الحالي هو ذاته الذي كان قائماً عند واقعة الطف؟

ما البينات والحقائق التاريخية الموثوقة بإزاء الآراء التي تقول بخلاف ذلك؟

الموقع الحالي للمخيم الحسيني:

يقع المخيّم الحسيني في الجهة الجنوبية الغربية من العتبة الحسينية المقدسة، في محلة سمّيت بـ(المخيّم) نسبة إليه. ويبعد المخيّم مسافة (274م) من مركز القبة السامية للمرقد الطاهر للمولى أبي عبد الله الحسين عليه السلام إلى قباب المخيّم الحسيني، و(234)م من السور الخارجي للعتبة الحسينية  المقدسة. ويرمز إلى المكان الذي نصب فيه الإمام الحسين عليه السلام خيامه، وخيام أهل بيته وأصحابه.

أولاً: في المصادر التاريخية:

جاء في رحلة المطراقي زاده الذي زار كربلاء سنة 941هـ - 1534م صحبة السلطان العثماني سليمان القانوني قوله: (( زرنا مقام الإمام زين العابدين عليه السلام ومن دفن مع الحسين ومرقد العباس...))، ولم يزد على ذلك بشيء.

وذكر عماد الدين الأصفهاني موقع المخيم، ووصف لنا مقامات الخيام الرمزية الموجودة فيه بالقول: «المخيم يقع إلى الجنوب الغربي من الصحن ويقع خارج السوق بمحاذاة الشارع، وقد تم بناء خيمة الإمام الحسين عليه السلام بما يشبه خيمة ملك عظيم، وإلى جانبها خيمة عليل كربلاء، وعلى بعد قليل منها خيمة العريس القاسم بن الحسن عليه السلام وفيه خيمة زينب الكبرى، ومنها كانت زينب تأتي إلى التل الزينبي فتشاهد مجريات المعركة أو ما يعبر عنه في عصرنا (استطلاع الحرب) ثم تعود».

أما غنيمة فقد وصف المخيّم، وبيّن موقعه قائلاً: «المخيم وهو واقع غربي المدينة، وفيه ضرب الحسين أطناب خيامه، ونصبت أعمدتها يوم نزل سهل كربلاء يخطب ود العراقيين؛ ليبايعوه على الخلافة».

  في حين ذكر آل طعمة: أن أهل التقى بنوا جامعاً لطيفاً وأقاموا في داخله أعلاماً مشيدة بالآجر ومطلاة بالكلس الناصع البياض، تمثل خيام الحسين عليه السلام ؛ وإنّ ما يعجب من هذا البناء بابه المحفور حفراً لطيفاً على خشب فاخر، وحول الباب وفوقه نقوش بديعة زاهية من القاشاني، ومنها كتابات من آيات قرآنية.

في حين أنَّ عادل الكليدار عند تحقيقه كتاب (بغية النبلاء في تاريخ كربلاء) عدَّ بناية زوجة آصف الدولة للمخيم الحسيني هي الأولى، قائلاً: قد استوفى مؤلف الكتاب جميع المواقع التي وردت على خارطة كربلاء خلا موقع المخيم؛ لعدم توفر معلومات يمكن الوثوق إليها عن هذا المكان، وتابع قائلاً: سنكتفي بما أورده أبو طالب الأصفهاني في رحلته الشهيرة (مسير طالبي) قال: وعلى بعد ربع ميل خارج المدينة قرية المخيم ومقام زين العابدين عليه السلام. شيدت عليه زوجة المرحوم آصف الدولة عمارة لائقة، وأقامت قرية رباط لم يتم بناؤه بسبب موت آصف الدولة.

ومن الذين ذكروا المخيم الحسيني ديلك قايا بالقول: ويلفت الانتباه المبنى المسمى (الخيمة) المبني على شكل الخيمة الكبيرة وتمثل مجموعة خيام لقافلة على قارعة الطريق الذي يصل من المدينة إلى ناحية الغرب.

أما الجلالي: فلم يختلف عن سابقيه في تبيان موقع المخيم، وبنائه سوى أنه انفرد بذكر وجود بركة كبيرة من الماء، وموقع هذه البركة هو نفس الموقع الذي كان العباس عليه السلام قد حفر فيه لإيجاد الماء، وظهور الماء في هذه البقعة وعدها من الكرامات. سيأتي الحديث عن هذا البئر في الصفحات القادمة.

واستطرد الجلالي قائلاً: ويوجد بقربه مرقد دُفن فيه القاسم بن الإمام الحسن عليه السلام وعدد من شهداء الطف. ولهذا الموقع أثر بالغ في قلوب المؤمنين حيث يصور هذا المكان جانباً من مأساة الطف العظمى.  

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp