الحسين عليه السلام يمثل
منهج الإسلام المبدئي
فهذا صوته المدوي رافعا شعاره :
ما خرجت بطرا و لا اشرا
و إنما أردت الإصلاح في أمة جدي
و لذا فقد تمثل بالقول :
" لا تسقني كأس الحياة بذلةٍ
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
كأس الحياة بذلة كجهنمٍ
و جهنم بالعز أفضل منزل "
كما قال :
الموت أولى من ركوب العار
و العار أولى من دخول النار
ومثال مبدئيته و زهده في الدنيا
فقد قال متمثلا :
" إذا كانت الأجسام للموت أنشئت
فقتل المرء بالسيف لله افضل
و ان كانت الدنيا تعد نفيسة
فدار ثواب الله أعز و أنبل "
وقد ضرب أروع الأمثلة
في البطولة و المبدئية ..
كيف لا و هو نجل علي الذي تفرد
في الحروب بصفة ميزتهم عن
الأبطال ..
بل عن قواعد الحرب منذ قدم
البشرية و إلى يوم يبعثون
آلا و هي قاعدة ( الكر بلا فر)
اي كرارون غير فرارون ...
إذ قال الإمام علي بن أبي طالب
عليه السلام :
( نحن الكرام بنو الكرام
و طفلنا في المهد يكنى
إنّا إذا قعد اللئام
على بساط العز قمنا )
و
( صيد الملوك ثعالب و ارانب
و إذا ركبت فصيدي الأبطال )
و لهذا رفع الإمام الحسين صوته
بوجه يزيد قائلا ً :
( لا أعطي إليكم بيدي إعطاء الذليل
و لا أقر لكم إقرار العبيد
هيهات منا الذلة
يأبى الله لنا ذلك ..)
و
" إن مثلي لا يبايع مثله "
منشدا قول الشاعر :
" فإن نَهزِم فهزّامون قُدُما
و إن نُهزَم فغير مُهزمينا
و ما طبنا جبن و لكن
منايانا و دولة آخرينا "
و حق له أن يفتخر بقوله :
( خيرة الله من الخلق أبي
بعد جدي فأنا إبن الخيرين
و الدي شمس و أمي قمر
فأنا الكوكب و إبن الكوكبين
أمي الزهراء حقاً و أبي
الموفى له في البيعتين
نحن اصحاب الكسا خمستنا
قد ملكنا شرقها و المغربين
ثم جبريل لنا سادسنا
و لنا البيت لنا و الحرمين ).
فهو يمثل روح الإنسانية
و جوهر قيمها الحياتية ..
و من هنا نقول يجب على
محبي الحسين بأن
يتأسوا بسلوكه ؛
في العِبرة و العَبرة
اي في الشكل و المضمون ..
إذ لا يجوز فصل أحدهما عن الاخر
و كل من تمسك بوجهة واحدة
دون الأخرى ..
فإنه واهم و يحتاج إلى
مراجعة عقله و ضميره ..
فأصحاب المبادىء و الرسالات
لا يُخدعون ...
و كما قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :
( لا فائدة من العلم إن لم يعمل به
و لا فائدة من العمل إن لم يخلص
به)
و كما قال الشاعر المتنبي :
" لا تنه عن خلق و تأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم "
عزاؤنا لرسول الله و آله
و جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام ، و لمن سار على نهجهم
إلى يوم الدين ..
بسبب ما طعن به الاسلام
ممن ارتدوا جلباب الدين
زوراً و بهتانا فقد لبسوا الإسلام
( لبس الفرو مقلوبا ) ..
الذي ترجمته واقعة الطف في كربلاء معركة عاشوراء
و ما سبقها و ما تلاها ..
المعركة التي دارت بين
فريقي الحق و الباطل ؛
معسكر الحق الذي يمثل
أسرة بني هاشم و اصحابهم القلائل
و معسكر الكفر و الباطل لأتباع يزيد
الذي يناهز عشرة آلاف رجل ..
و ما أدى إلى ارتكاب الجرائم
ضد الإنسانية و جرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها
سبط النبي الحسين و آله
و اصحابه ..
و امتدت بالاعتداء على أطفال
و نساء الدوحة المحمدية
و العائلة العلوية ...
الجرائم الإرهابية التي ارتكبها يزيد
و ولاته و قادة جيوشه و اتباعه
و جنوده الاوغاد اشباه الرجال
من الخونه و الجبناء و المتخاذلين ..
جرائم يندى لها جبين الإنسانية
جمعاء
بل تأبى الحيوانات المتوحشة
من ارتكابها ..
الدكتور سعد طاهر الهاشمي
ليس بالضرورة ان يمثل المقال رأي الموقع ، انما يمثل رأي كاتبه .