8:10:45
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / أقلام الباحثين
05:33 AM | 2021-02-04 2499
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

وقفة أسلوبية

بقلم : د.أمل الأسدي

التقابل الصوتي في القرآن الكريم:

إن التقابل من الظواهر الأسلوبية التي لا تكاد سورة من السور القرآنية تخلو منها، ومن شان التقابل أن يثير ذهنية المتلقي  ونفسيته فهو ليس مجرد صنعة بديعية تضفي على الكلام جمالاً ورونقاً ؛ بل له أبعاده الدلالية والصوتية, وهو بوصفه من المحسنات المعنوية يهدف إلى المعنى الدلالي، ولكنه أحياناً يهتم بالجانب اللفظي أو الصوتي فضلاً عن الدلالي.

إن الحديث عن التقابل بمعزل عن السياق يجعله جافاً مبنياً على أساس معجمي، فلا قيمة له إلاّ بدراسته في سياقه، ومعية الألفاظ المجاورة له وما يتولد منها من دلالات صوتية ومعنوية،  ويتجلى التقابل الصوتي في قوله تعالى: ((سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ *الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) سورة آل عمران, الآيتان 133-134

تشكل سياق الآيتين أعلاه بوحدات دلالية وصوتية مختلفة ومنها: التقابل بين السماوات والأرض، فعلى الرغم من تباعد السماوات والأرض حتى كأن السماء تشكل عملية السمو والرفعة والأرض تشكل عملية الدنو والإنخفاض، إلاّ أن هذا التقابل أصبح يجسد صورة الجنة التي وصف الله عرضها بمقدار عرض السماوات والأرض، وهذا التجسيد أعطى صورة أفقية بدلاً عن الصورة العمودية التي تشكل حجم التباعد بينهما، ويمكن توضيح ذلك من خلال الشكل الآتي:

 

أما الصورة التي تشكلت بعد التقابل وصوّرتها الآية فهي كما في الشكل الآتي:

 

 

وربما يعكس هذا المعنى الأسباب وراء جعل هذا النسق التقابلي المتغير من العمودي إلى الأفقي، وأهم هذه الأسباب هو تحصيل التقوى، لأن هذه الجنة أعدت للمتقين، ولا يمكن تحصيل التقوى إلاّ بالمسارعة إلى المغفرة الربانية، ولا يمكن تحصيل المغفرة إلاّ بالرجوع إلى الله ورسوله، إذ قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)) سورة النساء , الآية 64

 

وللوقفة تتمة

 

المصدر : الخصائص الأسلوبية في آيات القيم الخلاقية: 63

Facebook Facebook Twitter Whatsapp