تُعد مدينة كربلاء المقدسة واحدة من أهم المدن الإسلامية التي كان للعامل الديني الأثر الكبير في نشأتها الذي تمثل باستشهاد الإمام الحسين(ع)، لذلك أخذ المحبون لآل بيت الرسول(ص) بالانتقال إليها لمجاورة مرقد سيد الشهداء(ع) ومرقد اخيه ابي الفضل العباس(ع)، وقد تركزت مساكنهم حول المرقدين المقدسين بصورة متفرقة ثم اخذت المدينة بالنمو السكاني تدريجياً فنشأت ثلاث محلات سكنية هي: (محلة آل زحيك، ومحلة آل فائز، ومحلة آل عيسى)، وسميت بذلك نسبة إلى الأسر العلوية التي سكنت فيها وهم (آل زحيك وآل عيسى وآل فائز).
وكان يحيط بها سور تعرض للتهالك بمرور الزمن، ثم تم تجديده بعد الهجوم الوهابي عليها عام1802م، بإشراف السيد علي الطباطبائي (صاحب الرياض)، وتمويل من (مملكة اوده) في الهند، وجعل لهذا السور ستة أبواب وقُسمت إلى ست محلات سميت على الأبواب وهي:
1- محلة باب الخان: سمي بهذا الاسم لوجود أحد الخانات.
2- محلة باب الطاق: سميت بهذا الاسم نسبة إلى طاق الزعفراني ووجود عدد من الطيقان الأخرى.
3- محة باب بغداد: نسبة إلى الباب الذي يمر منه المسافرون إلى بغداد، وكان يعرف باب العلوة نسبة إلى علوة الخضار فيها.
4- محة باب النجف: سميت نسبة إلى الباب الذي يمر منه المسافرون إلى مدينة النجف الأشرف.
5- محلة باب السلالمة: سميت نسبة إلى عشيرة السلالمة التي سكنت فيها.
6- محلة باب المخيم: سمي بهذا الاسم تيمناً بوجود المخيم الحسيني المقدس.
وبعد تولي مدحت باشا ولاية بغداد عام1869م، قام بإصلاحات عمرانية في عدد من المدن العراقية ومنها كربلاء المقدسة التي زارها في العام نفسه، وأمر بهدم جزء من السور المحيط بها من الجهة الجنوبية الشرقية، واستحدث محلة جديدة عرفت باسم (محلة العباسية)، لموقعها في جهة مرقد ابي الفضل العباس(ع) وقُسمت على قسمين حسب موقعها (العباسية الشرقية والعباسية الغربية)، وتميزت هذه المحلة بسعة شوارعها وانتظام بنائها بطراز عمراني حديث.
---------------------------
المصادر/
1- أحمد باسم حسن الأسدي، كربلاء من1749-1869م دراسة في الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ص170.
2- سيف الدولة سلطان محمد، سفرنامة سيف الدولة، ص230.
3- كارستن نيبور، رحلة نيبور إلى العراق عام1765م، ص133.
4- رؤوف محمد علي الأنصاري، عمارة كربلاء، ص103-104.
بقلم : أحمد باسم حسن