8:10:45
مقتطفات من خطبة الجمعة لسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وفاة السيدة زينب عليها السلام الأطفال بين العولمة وحماية القيم الاجتماعية..أسعد كمال الشبلي مركز كربلاء للدراسات والبحوث يهنئ رجال الشرطة العراقية بمناسبة عيدهم الـ103 حياة الامام محمد الباقر (عليه السلام) تل العطيشي .... ماض يبحث على من يكتشفه مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث يهنئ عميد كلية القانون في جامعة كربلاء ويبحث آفاق التعاون العلمي المشترك كربلاء في عام مركز كربلاء للدراسات والبحوث يشارك في ندوة علمية حول المكتبات وتحدياتها في كربلاء من التراث الكربلائي شارع باب قبلة الامام الحسين (ع) مدير المركز يهنئ العميد الجديد لكلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة كربلاء حياة الامام محمد الباقر (عليه السلام) مدير المركز يلتقي عميد كلية الطب في جامعة كربلاء لتهنئته بالمنصب الجديد بمناسبة عيد الجيش: وفد من المركز يقدم التهاني لقيادة عمليات كربلاء المقدسة حضور مدير مركز كربلاء في المؤتمر الإرشادي العلمي الدولي الثالث الندوة الإلكترونية (عقدان من الحكمة والتواصل الإنساني قراءة في حياة الإمام الهادي(ع) في سامراء)، الموت في حياتكم مقهورين، و الحياة في موتكم قاهرين تهنئة هل تعلم؟ قرار جامعة سامراء بمنع التبرج يلقى إشادة من الاطياف الأكاديمية والمجتمعية مركز كربلاء يقيم ندوة إلكترونية حول تحديات الهوية الإسلامية والوطنية
اخبار عامة / أقلام الباحثين
02:02 PM | 2025-01-09 98
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الأطفال بين العولمة وحماية القيم الاجتماعية..أسعد كمال الشبلي

كثيرة هي القيم التي يستقيها الطفل من محيطه الأسري والاجتماعي، وفق ما تمليه قواعد الشرع والأخلاق والأعراف السائدة. والطفولة هي المرحلة الحقيقية التي تتم بها تنشئة الفرد وتوجيه سلوكه نحو الخير وتحقيق مصلحة المجتمع، إلاّ أن هذه المرحلة العمرية تواجه اليوم جملة من التحديات من أهمها العولمة والتطورات التكنولوجية الحديثة التي باتت تفتك بالعديد من الأطفال على الرغم من فوائدها في شتى مجالات الحياة.
 ويتجلى تأثير العولمة على الأطفال في العديد من المظاهر، في مقدمتها الألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو والتواصل الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصة لتغذية الأطفال بأفكار موجهة يتعارض الكثير منها مع قيمنا ومبادئنا الاجتماعية، وما تؤدي إليه من حالة إدمان واستخدام مفرط يقتل الوقت ويجعل من الطفل حبيس الخمول والكسل، في حالة غريبة لا نعلم مدى تراكماتها المستقبلية!
  من المعروف أن هنالك قيم تلتزم بها العائلة العراقية المسلمة، وهي ما تحدد وتقوّم سلوك الأطفال، إلاّ أن تطورات العالم الرقمي والاستخدام المفرط لوسائل السوشيال ميديا أدّى إلى العديد من الحالات الغريبة والدخيلة على أُسرنا ومجتمعنا، فتجد الأسرة العراقية في حالة خرس منزلي تام، بعد أن كانت الألفة وتبادل الكلام والحكايات والقصص وسرد الأحداث اليومية  سائداً في أحاديث المساء وغيرها من أوقات اجتماع الأسرة.
 إن هذه الحالة قد أفقدت العديد من الأسر ترابطها الروحي، فأصبح الأطفال منهمكين في هواتفهم النقالة ومختلف الأجهزة الإلكترونية الأخرى، وأصبح تواصلهم اليومي مع أصدقاء قد يكون الكثير منهم افتراضيين لم يلتقوا بهم في الواقع، وهكذا ينسلخ شعورهم بالانتماء إلى الأسرة والأب والأم والإخوة بشكل تدريجي، وهذا له انعكاسات خطيرة على مشاعرهم التي باتت شبه ميتة تجاه عوائلهم بتأثير العالم الافتراضي!
 ومن الآثار الأخرى للعولمة على الأطفال، والتي تتطلب الوقوف عندها طويلاً ووضع خطط واستراتيجيات لمعالجتها، هي أن العديد من الأطفال يصبحون غير مؤهلين للاندماج في المجتمع، فترى ضعف الشخصية والميل للوحدة والانطوائية، وهو ما أدى إلى إصابة العديد منهم بأعراض مشابهة لمرض (اضطراب طيف التوحد)، والتي أطلق عليها البعض تسمية (التوحد الافتراضي)، وهكذا أصبح العديد من الأطفال اليوم في عزلة عن محيطهم الاجتماعي، ويفتقرون إلى أدنى مهارات التواصل مع الآخرين بشكل واقعي بعيداً عن هوس الهواتف والأجهزة الإلكترونية المختلفة.
 إن كل ما تقدم وغيره من التأثيرات السلبية للعولمة على الأطفال يمثل جرس إنذار للدولة من جهة والمجتمع والأسرة من جهة أخرى، فكيف نصل بهكذا أطفال خاملين كسولين إلى جيل يقود الدولة ومؤسساتها في المستقبل؟ وكيف سيكون شكل مجتمعنا حينما يكبر هؤلاء الأطفال وهم غير مؤهلين للتواصل ولا يعون الشعور بالانتماء إلى مجتمعهم؟ وهل هنالك سياسات حقيقية موضوعة الآن لدراسات ومعالجة هذه الظاهرة الخطيرة؟

Facebook Facebook Twitter Whatsapp