8:10:45
إعلان ملف المؤتمر العلمي الدولي التاسع لزيارة الأربعين وفد مركز كربلاء للدراسات والبحوث يوقع مذكرة تعاون مع مديرية الشباب والرياضة في كربلاء مركز كربلاء للدراسات والبحوث ينظم ندوة علمية حول الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع دعوة مركز كربلاء يصدر دراسة علمية عن تحديات الطاقة الكهربائية في زيارة الأربعين سور كربلاء وأبوابها التاريخية استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث بذكرى ولادته الميمونة: مركز كربلاء يقيم ندوة إلكترونية عن فكر الإمام علي (عليه السلام) الدور الوطني لمؤتمر كربلاء في التصدي لاعتداءات الحركة الوهابية إنارة العتبتين المقدستين في كربلاء بعد دخول الطاقة الكهربائية إلى العراق رئيس جامعة قم الإيرانية يزور مركز كربلاء للدراسات والبحوث ويوقّع مذكرة تعاون لتعزيز الشراكة العلمية مركز كربلاء يعقد اجتماعاً دورياً لمتابعة تنفيذ الخطط الإعلامية في عهد الوالي مدحت باشا: تغييرات إدارية وتطور عمراني في كربلاء المقدسة إدارة المركز تعقد اجتماعًا دوريًا لتطوير أداء شعبة الدراسات التخصصية في زيارة الأربعين مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر دراسة حول الخدمات في زيارة الأربعين ردّ العنف بالعنف و القوة بالقوة الرحّالية، واستحقاق العودة إلى كربلاء استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث وثيقة عثمانية توثق تعيين مدير جديد لناحية الرحالية في لواء كربلاء عام 1887م في عام 2024، حقق مركز كربلاء للدراسات والبحوث في للعتبة الحسينية المقدسة العديد من الإنجازات والنشاطات البارزة، منها:
اخبار عامة / أقلام الباحثين
10:31 AM | 2024-12-03 123
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

تقاليد شعبية كربلائية ..زفة ختم القرآن الكريم ..زين العابدين العبيدي

كربلاء، المدينة العراقية التي ارتبط اسمها بالتاريخ والروحانية، لطالما كانت حاضنة لتقاليد اجتماعية وثقافية تعكس عمق الترابط بين أفراد مجتمعها، بمرور السنوات، شكّلت هذه العادات جزءاَ لا يتجزأ من الهوية الكربلائية، حيث كانت كل مناسبة تُحيي معاني الفرح والتلاحم، لكن، كغيرها من المدن العريقة، واجهت كربلاء تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية ساهمت في تراجع بعض تلك العادات.

من بين أبرز هذه العادات التي تحمل روح الماضي وتفاصيله، نجد زفة القرآن الكريم ،هذا التقليد الذي يمثل فرحة الطفل الكربلائي بإتمام تعلم قراءة وحفظ القرآن الكريم، كان في الماضي أكثر من مجرد احتفال عائلي، بل هو حدث اجتماعي يشارك فيه الجيران والأقارب وحتى الغرباء.

 تبدأ المراسم بتحضير الطفل في أجواء مهيبة، حيث يرتدي لباساً خاصاً من ثوب ابيض جديد وعقال ويشماغ وعباءة مطرزة ، ويحمل ختمة القرآن الكريم بين يديه، بعدها، يخرج الطفل من بيته  فيرافقه موكب أقرانه من الأطفال  في مسيرة تعلوها الهتافات وأناشيد الفرح وصواني مملوءة بالشموع والحلويات وورد وياس كرمز للنور والعطاء، يتقدمهم الشيخ الذي اشرف على تعليمه، ويتقدم الموكب تلاميذ يرتدون الثياب البيضاء، بينما يضعون على رؤوسهم "العرقجين" أو غطاء الرأس التقليدي ، ثم يتوجهون نحو مرقد الامام الحسين (عليه السلام) وهم يرددون معاً أهازيج تعبر عن حبهم واعتزازهم بالقيم الإسلامية منها :

حب علي بن ابي طالب 

احلى من الشهد الى الشاربِ

لو فتشوا قلبي رأوا وسطه

 سطرين قد خُطا بلا كاتبِ

العدل والتوحيد في جانب

وحب اهل البيت في جانبِ

ثم تتوج الاحتفالية في صحن سيدنا العباس (عليه السلام) ، حيث يقف الأطفال في صفوف منظمة يرددون كلمات من القرآن ويتلقون التوجيه من الشيخ الذي أشرف على تعليمهم، هذا المشهد، الذي يفيض روحانية وفرحاً، كان يبرز الأهمية التي يوليها المجتمع لتربية أطفاله على القيم الدينية والاعتزاز بالقرآن الكريم(|1).

تمثل عادات كربلاء نافذة إلى ماضيها المشرق، ومرآة لروحها الجماعية التي لم تنكسر رغم كل التحديات، إحياء هذه التقاليد لا يعيد البهجة فقط، بل يربط الماضي بالحاضر ويضمن أن تظل كربلاء حيةً بتراثها، تسير نحو مستقبل يحمل عبق تاريخها وإرثها الثقافي حيث إن أهمية "زفة القرآن الكريم" وغيرها من التقاليد الكربلائية لا تكمن فقط في الاحتفال بإنجازات الأطفال، بل أيضًا في تعزيز الترابط الاجتماعي وغرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الأجيال الناشئة، إعادة إحياء هذه التقاليد يمكن أن تكون خطوة في اتجاه استعادة روح المجتمع وتماسكه.

ويذكر ان العتبة الحسينية المقدسة لم تتوقف عن دورها الريادي في تعزيز وحفظ الهوية الكربلائية فكانت قد نظمت العديد من محافل تكريم حفظة القرآن الكريم وأسست مراكز متخصصة لتعليم وتحفيظ القرآن ، تسعى من خلال  هذه الجهود إلى استعادة روح التقاليد القديمة وربطها بالواقع الحديث ، حيث كان وسيبقى القرآن الكريم هو أحد أبرز مكونات التراث الديني في مدينة كربلاء وجزء رئيسي من هويتها وارثها الثقافي والاجتماعي .

   

المصدر

(1)سعيد رشيد زميزم،كربلاء-تاريخاًوتراثاً،من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث،كربلاء،2018،ط1،ص291

 

 

 

 

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp