08:42:36PM
الخميس - 8 آيار 2025 م   |   10 ذو القعدة 1446 هـ
كربلاء مدرسة العلماء... الشيخ الخازن أنموذج الفقيه الأديب المحقق من كربلاء إلى الكوفة، والخازر، فعين الوردة... حكاية السيوف التي انتقمت لدم الحسين "عليه السلام" تهنئة  استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من النواويس إلى الحائر... رحلة الأرض التي احتضنت الإمامة والشهادة اهل البيت عليهم السلام: منزلتهم و مبادئهم هلاك الاستبداد و نجاة التشاور ... محمد جواد الدمستاني موقف شهداء الطفّ... حين ارتفعت قيم الكرامة فوق رايات النفاق في مكتبة مركز كربلاء... المرجع الأهم للنجاح في إختبار التوفل الدولي مدينة الحسين "عليه السلام" في الأرشيف العثماني... ملامح سياسية واقتصادية يكشفها مركز كربلاء للدراسات والبحوث أسرار تحت أقدام الزائرين... ماذا تخبئ تربة كربلاء من كنوز زراعية وتاريخية؟ قاسم الحائري... شاعر كربلاء الذي بكى الحسين حتى العمى المساجد ومجالس الأدب كمصنع للوعي... أسرار ازدهار الصحافة في كربلاء العمل في فكر الأنبياء "عليهم السلام"... صناعة الإنسان قبل صناعة الحضارة قراءة في كتاب: "الإمام المهدي في القرآن والسنة" سفر من نور في مكتبة مركز كربلاء كتب "الولائيات" بين المبالغة والوهم... مركز كربلاء يقرأ نصوص الطف بعين العقل والمنطق تحت شعار: "بالألوان نرسم الأمل".. مركز كربلاء يحلّ ضيفاً على أول معرض فني بمدرسة عراقية في مدينة قم المقدسة الصبر على المصيبة مصيبة للشامت ... محمد جواد الدمستاني في إصدار علمي جديد... مركز كربلاء يسبر أغوار خزائن العتبات المقدسة الحوزة العلمية في كربلاء... مجدٌ نُقش بأسماء الكبار وتراث عظيم ينتظر من يزيح الغبار عنه
اخبار عامة / أقلام الباحثين
10:31 AM | 2024-12-03 238
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

تقاليد شعبية كربلائية ..زفة ختم القرآن الكريم ..زين العابدين العبيدي

كربلاء، المدينة العراقية التي ارتبط اسمها بالتاريخ والروحانية، لطالما كانت حاضنة لتقاليد اجتماعية وثقافية تعكس عمق الترابط بين أفراد مجتمعها، بمرور السنوات، شكّلت هذه العادات جزءاَ لا يتجزأ من الهوية الكربلائية، حيث كانت كل مناسبة تُحيي معاني الفرح والتلاحم، لكن، كغيرها من المدن العريقة، واجهت كربلاء تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية ساهمت في تراجع بعض تلك العادات.

من بين أبرز هذه العادات التي تحمل روح الماضي وتفاصيله، نجد زفة القرآن الكريم ،هذا التقليد الذي يمثل فرحة الطفل الكربلائي بإتمام تعلم قراءة وحفظ القرآن الكريم، كان في الماضي أكثر من مجرد احتفال عائلي، بل هو حدث اجتماعي يشارك فيه الجيران والأقارب وحتى الغرباء.

 تبدأ المراسم بتحضير الطفل في أجواء مهيبة، حيث يرتدي لباساً خاصاً من ثوب ابيض جديد وعقال ويشماغ وعباءة مطرزة ، ويحمل ختمة القرآن الكريم بين يديه، بعدها، يخرج الطفل من بيته  فيرافقه موكب أقرانه من الأطفال  في مسيرة تعلوها الهتافات وأناشيد الفرح وصواني مملوءة بالشموع والحلويات وورد وياس كرمز للنور والعطاء، يتقدمهم الشيخ الذي اشرف على تعليمه، ويتقدم الموكب تلاميذ يرتدون الثياب البيضاء، بينما يضعون على رؤوسهم "العرقجين" أو غطاء الرأس التقليدي ، ثم يتوجهون نحو مرقد الامام الحسين (عليه السلام) وهم يرددون معاً أهازيج تعبر عن حبهم واعتزازهم بالقيم الإسلامية منها :

حب علي بن ابي طالب 

احلى من الشهد الى الشاربِ

لو فتشوا قلبي رأوا وسطه

 سطرين قد خُطا بلا كاتبِ

العدل والتوحيد في جانب

وحب اهل البيت في جانبِ

ثم تتوج الاحتفالية في صحن سيدنا العباس (عليه السلام) ، حيث يقف الأطفال في صفوف منظمة يرددون كلمات من القرآن ويتلقون التوجيه من الشيخ الذي أشرف على تعليمهم، هذا المشهد، الذي يفيض روحانية وفرحاً، كان يبرز الأهمية التي يوليها المجتمع لتربية أطفاله على القيم الدينية والاعتزاز بالقرآن الكريم(|1).

تمثل عادات كربلاء نافذة إلى ماضيها المشرق، ومرآة لروحها الجماعية التي لم تنكسر رغم كل التحديات، إحياء هذه التقاليد لا يعيد البهجة فقط، بل يربط الماضي بالحاضر ويضمن أن تظل كربلاء حيةً بتراثها، تسير نحو مستقبل يحمل عبق تاريخها وإرثها الثقافي حيث إن أهمية "زفة القرآن الكريم" وغيرها من التقاليد الكربلائية لا تكمن فقط في الاحتفال بإنجازات الأطفال، بل أيضًا في تعزيز الترابط الاجتماعي وغرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الأجيال الناشئة، إعادة إحياء هذه التقاليد يمكن أن تكون خطوة في اتجاه استعادة روح المجتمع وتماسكه.

ويذكر ان العتبة الحسينية المقدسة لم تتوقف عن دورها الريادي في تعزيز وحفظ الهوية الكربلائية فكانت قد نظمت العديد من محافل تكريم حفظة القرآن الكريم وأسست مراكز متخصصة لتعليم وتحفيظ القرآن ، تسعى من خلال  هذه الجهود إلى استعادة روح التقاليد القديمة وربطها بالواقع الحديث ، حيث كان وسيبقى القرآن الكريم هو أحد أبرز مكونات التراث الديني في مدينة كربلاء وجزء رئيسي من هويتها وارثها الثقافي والاجتماعي .

   

المصدر

(1)سعيد رشيد زميزم،كربلاء-تاريخاًوتراثاً،من إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث،كربلاء،2018،ط1،ص291

 

 

 

 

 

 

Facebook Facebook Twitter Whatsapp