ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
في ضرورة التثبّت في الاستبعادات المدّعاة والوقوف على الاعتبارات الصائبة الدخيلة في رسم المسار العادل.
فإنّ كثيراً ممّا يتراءى للإنسان من جملة مقتضيات العدالة يبتني على عدم الالتفات جيّداً إلى جميع العناصر الدخيلة في رسم الموقف العادل، والتأمّل بروح المثاليّة المفرطة البعيدة عن الواقعيّة والحكمة وتأمّل عواقب الأمور وتوابعها في الظروف والحالات المختلفة.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 232.