ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن المنهج الفني في تأمُّل النصوص والحوادث التي تتعلق بالتعامل بين أهل الدين وغيرهم يبدأ بالتأمّل في النصوص العامة المتضمنة للمبادئ والاتجاهات الكُليّة في الشريعة -التي تمثل الدستور الإسلامي -وما يوافقها من النصوص والحوادث الخاصة، ثُمّ يتأمّل الباحث سائر النصوص والحوادث الخاصة التطبيقيّة في ضوء ذلك؛ لكي يتبيّن المخرَج فيها.
وليس من الصحيح -فنياً -أن ينطلق الباحث من النصوص والحوادث الخاصة، وينتزع منها أصولاً عامّة، يعتبرها قواعد للدستور الإسلامي؛ لأن الحالات الخاصة تكون متشابهة، وذات وجوه واحتمالات.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 228.