ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
في باب الديات جعل دية المرأة والرجل متماثلة حتّى تبلغ الثلث فجعل ديَّته ضعف دية المرأة؛ إذ لم تكن الدية من أدوات التكريم بل رعاية لطبيعة الدور الأسريّ والاجتماعيّ المفروض للرجل من قيامه بالإنفاق على الأسرة والعائلة، ومن حمايته للأسرة والقرابة والبلد؛ ممّا يؤدّي فقدانه عوزاً أكبر يفترض جبرانه.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 191.