ذكرت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث، أنه "يمكن لنا القول إن مجيء يزيد للحكم هو السبب الذي عجّل بالثورة لكنه ليس السبب الذي جعل الإمام الحسين يفكر بالثورة وبضرورة التغيير، إذ أن التفكير بالثورة والتخطيط لها بدأ منذ زمن معاوية وكانت الوفود تأتي الإمام الحسين "عليه السلام"، وتطلعه على أوضاع الأمة، وما كان يعانيه شيعة أهل البيت من الظلم والاضطهاد، وهي أمور لم تكن خافية على الإمام الحسين".
وأضافت الموسوعة في مستهل نقلها لمضامين الدراسة الموسومة بـ "مسيرة الإمام الحسين الى كربلاء-دراسة تحليلية" للباحث "صاحب أحمد عليوي"، أنه "كذلك لا يمكن لنا أن نجعل من هذه الوفود والكتب التي أرسلت للإمام الحسين من أهل الكوفة والتي تدعوه إلى الثورة والقيام بالأمر ولا سيما بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام)، أن نجعل منها السبب الرئيس للثورة، فقد كان الإمام الحسين (عليه السلام) يدرك مسؤوليته التاريخية في الحفاظ على الإسلام بوصفه الامتداد الشرعي لصاحب الرسالة، وكذلك يدرك حجم المخاطر التي تحيط بالإسلام والمسلمين، فكان الواجب يدعوه إلى التصدي لهذه الانحرافات، والوقوف بوجه المد الأموي الذي حاول أن يسير بالإسلام إلى خارج الشريعة، والابتعاد عن النهج المحمدي، وصبغ الدين بصبغة الجاهلية، وتحويل الحكم من حق للآل محمد (وآلــه) إلى الوراثة في بيت آل أبي سفيان، وجبر الناس على ذلك".
وأكّد الباحث إنه "كان لا بد لمواجهة هذه الأخطار من رجل يقف بوجهها، ويعيد للأمة كرامتها، وللدين عزته، وللشريعة نهجها المغيب، فكان الإمام الحسين هو الرجل والفكر الملهم لهذه الأمة، ولم يكن به حاجة إلى أنصار، كما لم يكن به حاجة إلى منهج، فالنصير كان الله تعالى، فقد نذر نفسه لله، والنهج كان دين جده المصطفى".
وللإطلاع على الدراسة كاملةً، يرجى زيارة مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث، أو شراء الكتاب من مراكز البيع المباشر التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الأول، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 222.