ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
في تنظيم الحياة الأسريّة جعل لكلّ من الطرفين حقوقاً ووظائف بالمعروف مع جعل الرجل هو القيّم على الأسرة لحكمة سبق ذكرها، وفي القرآن الكريم تعبير لطيف عن هذا المعنى، فإنه بعد ذكر أنّ الزوج يجوز له الرجوع إلى المرأة بعد الطلاق في العدّة إن أرادا إصلاحاً قال تعالى: (وَلهَنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَْعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ )، ومعنى ذلك أنّ الإرجاع لابدّ أن يكون على أساس الإصلاح دون الإضرار والإيذاء، وفي حال تحقّق الرجوع تعود حقوق الطرفين، وهي متماثلة عدا كون الرجل قيّماً على الأسرة في إطار المعروف دون ظلم وأذى.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 185.