ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
في شأن الآداب الاجتماعيّة العامّة نجد إيجاب مبدأ العفاف على كلا الجنسين في النظر والمظهر والسلوك، كما قال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ. وَقُل لِّلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)؛ إلّا أنّ المرأة حيث طُبعت بطابع الإغراء من حيث خلقها البدني وتكوينها النفسيّ من دون تكلّف وسوء قصد منها بالضرورة بينما طُبع الرجل على الاستجابة السريعة لهذا الإغراء، فلذلك فرض عليها من الستر ما يستر إغراءاتها في المشهد العام حتّى تعتدل الحياة الاجتماعيّة بينهما. ولن يتأتّى لمجتمع عملاً أن يعيش حالة العفاف ومقتضياته من شرعيّة النسل، وحقّ المولود في أن يولد في بيئة طاهرة وسليمة متى جاز للنساء أن يلبَسن أي ملبس ترغبن فيه من دون تحديد مهما بذل من جهد وصرف من طاقات؛ ومن ثَمّ تنازلت المجتمعات الغربيّة عن الاهتمام بهذا الجانب منذ حين؛ لأنّها في تقديرهم ليس أمراً عمليّاً ولا مرغوباً لكلا الجنسين في تلك البلاد.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص، 182.