ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
ولو تأمّل المرء بروح الحكمة واقتضاء الفطرة مدعوماً بتجارب الحياة ومنبّهاتها والتشريعات المختلفة في شأن الرجل والمرأة لوجد تعاملاً حكيماً وكريماً مع المرأة كالرجل، يبتني جوهره على فكرة تكامل المختلفين وليس تكامل المتماثلين تماماً.
ففي شأن الجهاد نجد أن الرجل هو المكلَّف به، فهو بذلك العنصر المضحّي بنفسه ودمه حمايةً للمجتمع عامّةً والنساء خاصّةً، وهو المعرَّض عموماً للأسر والأذى ونقص العضو وسائر عوارض الحرب، بل يُناط بالرجل عموماً حماية العائلة والأسرة عن الأخطار الشخصيّة التي تتعرّض لها، كما تجري عليه الحياة العمليّة في المجتمعات المختلفة؛ لأنّ الرجل أكثر تأهّلاً عموماً من حيث التكوين البدنيّ والنفسيّ بما يقتضيه الحرب من عناصر الشجاعة والبسالة والحزم والثبات والتضحية بالنفس لأجل حفظ الشرف والعِرض، وذلك تقديراً لرقّة المرأة وظرافتها والمحافظة على شرفها وعفافها ونسلها.
المصدر / محمد باقر السيستاني، اتجاه الدين في مناحي الحياة، ص،181 - 182