8:10:45
المركز يعقد ورشة علمية لمناقشة مشاكل النقل في زيارة الأربعين ندوة الكترونية ماذا تعرف عن مستشفى الحسيني القديم في كربلاء؟ روبرتاج تعريفي عن مهام الشعبة الفنية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث من هولندا.. الجامعة الإسلامية في روتردام تستضيف مدير المركز استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث في ضيافة جامعة لايدن الهولندية ممثل عن جامعة ذي قار يتحدث عن آخر تحضيرات الجامعة لمؤتمر الأربعين الثامن المركز يقيم ورشة علمية عن ظاهرة التسول استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث المركز يقيم ورشة علمية عن ظاهرة التسول بحضور ممثلي الدوائر المعنية من ألمانيا.. مدير المركز يلقي محاضرة علمية أمام جمع من الأكاديميين الشيعة مكتب مفوضية حقوق الإنسان في كربلاء يستقبل وفد المركز وفد من المركز يحضر فعاليات المؤتمر العلمي الرابع لمركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة كربلاء وفد من المركز يزور قسم حماية الأسرة والطفل من العنف الأسري في قيادة شرطة محافظة كربلاء المقدسة قسم الحماية الاجتماعية في محافظة كربلاء المقدسة يستقبل وفد المركز وفد من المركز يحضر فعاليات المهرجان السنوي الثالث بمناسبة اليوم العالمي للكتاب في جامعة الزهراء للبنات مدير الشرطة المجتمعية في محافظة كربلاء يستقبل وفد المركز وفد من وزارة الثقافة في ضيافة المركز (كيف تصلي؟) إصدار جديد عن مركز كربلاء باللغة الألمانية
اخبار عامة / أقلام الباحثين
11:41 AM | 2023-07-24 756
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الارتباط المؤثر و التواصل الفعّال للمبلّغ في المجتمع التبليغي

الارتباط المؤثر و التواصل الفعّال

للمبلّغ في المجتمع التبليغي

مقدمة

إنّ شخصية المبلّغ الديني و صفائه النفسي و صفاته النبيلة و مجموعة الأعمال و التصرفات التي تصدر منه أبلغ معنًى و أقوى مصداقية من المادة التبليغية التي تصدر منه من تعاليم و وصايا، و الأفعال و التصرفات الصادقة التي تصدر من المبلّغ لها أكثر تأثير على المخاطَبين أو ما نسميه المجتمع التبليغي وهو ميدان تبليغ العالم الديني و الذي قد يكون العالم بأكمله أو قرية صغيرة معزولة، أو قناة تلفزيونية ، أو مستشفى، و على العكس فإنّ صدور أفعال أو تصرفات غير محمودة أو سلوكيات غير سليمة يؤدي بعدم المصداقية و الاطمئنان بالمبلّغ و عدم الاستماع إليه، أو تطبيق تعاليمه  و وصاياه التي يطرحها.

فالاتصاف بصفات نبيلة و فضائل عامة له أثر كبير في جذب النّاس و الجمهور و أساسها العقيدة و الإيمان والعلم و الصدق و الإخلاص ، كما يحتاج المبلّغ إلى البصيرة و الوعي و الحكمة و الحنكة، كذلك إلى صفات حسنة في التعامل مع المخاطبين أو المجتمع التبليغي الذي يؤدي فيه وظيفته، كاللطف و الترحيب و إظهار الاهتمام بالناس و الجمهور، و التواضع ، و التعاون ، ... و غيرها من الصفات، و كلما اتصف المبلّغ بالفضائل و المحاسن  كان تأثيره أكثر و الاطمئنان له أكبر و الثقة به أوسع، و العكس بالعكس فاتصافه ببعض المساوئ أو السلبيات تفقد المجتمع الاطمئنان إليه و الثقة فيه.

كما يحتاج إلى صفات أو مهارات إضافية في فن التعامل مع الناس و التأثير عليهم كالابتسامة و البشاشة و الانشراح و اللطف و إسعاد الآخرين و التواضع و غيرها..، و هذه المهارات و إن كانت تطرح في عالم اليوم و منذ عقود على أنّها فنون جديدة في العصر الحديث إلا أنّ حقيقتها و أصلها منابع دينية ، و إليها إرشادات من ديننا الإسلامي و روايات نبينا و أئمتنا صلوات الله و سلامه عليهم.

و إذا اراد العالم الديني و المبلّغ أن يكون له بالغ الأثر في نفوس الناس و المجتمع فعليه أن يتصف بصفات الإنسان الكامل أو يسعى قدر الإمكان للإتصاف ببعضها، و يتأسى برسول الله و آله صلوات الله و سلامه عليهم، فيجعلهم قدوة و أسوة، و ينظر في رواياتهم فإنّها ناطقة عن أخلاقهم، و كمثال لتلك الصفات و النماذج ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام من صفات الإنسان الكامل في الإخبار عن أخيه في الله، وهي صفات إذا اقتدى المبلّغ بها و اتصف فإنّه سيرقى في مدارج الكمالات، و سيكون وريثا للأنبياء حقا كما دعى الشارع المقدس «اَلْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ اَلْأَنْبِيَاءِ»[1]، و سيكون بالغ الأثر في المجتمع التبليغي و الناس من حوله، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة في الحكمة 289 ، قوله « كَانَ لِي فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اللَّهِ، وَ كَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ الدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ، وَ كَانَ خَارِجاً مِنْ سُلْطَانِ بَطْنِهِ فَلَا يَشْتَهِي مَا لَا يَجِدُ وَ لَا يُكْثِرُ إِذَا وَجَدَ، وَ كَانَ أَكْثَرَ دَهْرِهِ صَامِتاً فَإِنْ قَالَ بَذَّ الْقَائِلِينَ وَ نَقَعَ غَلِيلَ السَّائِلِينَ، وَ كَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً فَإِنْ جَاءَ الْجِدُّ فَهُوَ لَيْثُ غَابٍ وَ صِلُّ وَادٍ، لَا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتَّى يَأْتِيَ قَاضِياً، وَ كَانَ لَا يَلُومُ أَحَداً عَلَى مَا يَجِدُ الْعُذْرَ فِي مِثْلِهِ حَتَّى يَسْمَعَ اعْتِذَارَه،ُ وَ كَانَ لَا يَشْكُو وَجَعاً إِلَّا عِنْدَ بُرْئِهِ، وَ كَانَ يَقُولُ مَا يَفْعَلُ وَ لَا يَقُولُ مَا لَا يَفْعَلُ، وَ كَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَى الْكَلَامِ لَمْ يُغْلَبْ عَلَى السُّكُوتِ، وَ كَانَ عَلَى مَا يَسْمَعُ أَحْرَصَ مِنْهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَ كَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمْرَانِ يَنْظُرُ أَيُّهُمَا أَقْرَبُ إِلَى الْهَوَى فَيُخَالِفُهُ»[2].

و دعى أمير المؤمنين عليه السلام بالالتزام بهذه الصفات و السجايا ، أو لا أقل بالمقدار المستطاع منها ، ففي خاتمة الحكمة ، قال عليه السلام « فَعَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْخَلَائِقِ فَالْزَمُوهَا وَ تَنَافَسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوهَا فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ»[3].

و مثال آخر من رواياتهم عليهم السلام ما ورد في نهج البلاغة من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام يصف فيها المتقين «..فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ، مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ، وَ مَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ، وَ مَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ، غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ، نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلَاءِ كَالَّتِي نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ، وَ لَوْ لَا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ، عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ، فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ، وَ هُمْ وَ النَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ، قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ، وَ أَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ...»[4] إلى آخر الخطبة.

فإذا اتصف الإنسان و المبلّغ بهذه الصفات سعى إلى وراثة الأنبياء ، و ظهر نوره و بركاته على المجتمع الذي يبلّغ فيه، و أثّر ذلك أشد التأثير عليهم في الإنصات إليه و الاستماع منه، و اتخاذه قدوة و أسوة و العمل على تطبيق وصاياه و تعاليمه.

و تنعكس أخلاق و صفات المبلّغ الديني في مجتمعه التبليغي أو في قسم من هذا المجتمع، فيحسن و يليق بالمبلّغ أن يكون متوجها لصفات و أفعال مؤثرة على الحالة التبليغية في المجتمع، مع ملاحظة الزمان و المكان و الظروف الحياتية للمجتمع التبليغي الذي يعيش فيه أو الموقع التبليغي الذي ينطلق منه، و و يطمح بتنميته و تطويره للأحسن و الأكمل، ومن تلك الصفات و الأفعال للمبلّغ ليكون تواصله فعّالا و أثره كبيرا على المجتمع التبليغي:

تقدير و احترام  أفراد المجتمع التبليغي

الاحترام صفة إيجابية متعددة الأوجه، و تنصرف إلى احترام الناس للنّاس، وهنا احترام المبلّغ للنّاس، و لكنها تشمل أيضا احترام و تقدير الجهود المبذولة للأعمال المختلفة، احترام الوقت، و احترام و تقدير الأعمال المتعددة.

و اِحترام الناس عامة و النظر إليهم بالتقدير و الاعتبار من الصفات المطلوبة لعموم النّاس، و لكنها مطلوبة و مهمة من المتحدث أو المبلّغ بصورة أولى من غيره لموقعه و وظيفته، و توقير و تعظيم من يستحق ذلك منهم، و البعد عن تصغير النّاس أو تعريضهم للإهانة ضرورة للمصلح الاجتماعي و المبلّغ الديني.

و لقد جاء الأنبياء بعظمتهم و عظمة صفاتهم و شخصياتهم إلى أقوام جاهلة و أمم ضائعة تعيش في الضلال و التيه  فلم يظهر منهم إلا الاحترام و التقدير و التعظيم و إعطاء كل حق حقه من العناية و الأهمية ، و على هذا المنهج ينبغي للمبلّغ أن يسير.

و الاحترام يشمل كل النّاس ، و في الرواية عن أمير المؤمنين عليه السلام « إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخْفَى أَرْبَعَةً فِي أَرْبَعَةٍ ، .. ، وَ أَخْفَى وَلِيَّهُ فِي عِبَادِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ عَبْداً مِنْ عَبِيدِ اَللَّهِ فَرُبَّمَا يَكُونُ وَلِيَّهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ»[5].

و يشمل احترام الناس استماع آرائهم، و الصبر عليهم، و الردّ المناسب على أسئلتهم و استفساراتهم و إشكالاتهم إن وجدت، و عدم مقاطعتهم أثناء حديثهم دون ضرورة، و عدم  التقليل من شأنهم، و عدم الإساءة لهم بأي إساءة و إن خفيت في قول أو فعل، و تقدير حدوث الخطأ منهم دون المبالغة في ردة الفعل و صدّ صاحبه، و إعطائهم فرص العمل التبليغي، و فرص المشاركة في البرامج التبليغية، و غيرها من جهات الاحترام المتعلقة بالأشخاص.

و من احترامهم التحضير الجيد للموضوعات المتنوعة و المفيدة، فكلما حضّر المبلغ محاضرته أو مجلسه بصورة جيدة كلما كان عطاؤه أكبر و فائدة كلامه أوفى و أتّم ، و أن يكون كلامه مقرون بالأدلة و الحجج ، و بالمصادر الموثوقة و مفيدا.

و كذلك احترام و تنظيم الأوقات التي تتعلق بهم، و أوقات البرامج سواء في اختيار الأوقات المناسبة لهم و أوقات المناسبات، أو في احترام أوقات البرامج بدايتها و نهايتها و عدم المطاطية فيها، و عدم احترام تلك الأوقات يحدث خلل في النجاح التبليغي و استمراره.

كما أنّ من فوائد المبلّغ الناجح أن يستفيد من الأوقات في خدمة الناس في مجتمعه، و السعي في قضاء حوائجهم، و يجعل له من الأوقات المناسبة في معايشتهم و معاشرتهم.

و من الاحترام الاهتمام بأعمالهم و تشجيعها و تشجيعهم عليها، سواء الأعمال التي تتعلق بالتبليغ أو أعمالهم العامة، و عدم تثبيطهم أو التقليل من أهمية أعمالهم.

ومن الاحترام أيضا الاحترام اللفظي في كيفية الكلام معهم مع التوقير و التقدير و التعظيم لمن يستحق،  ومنه كمثال استخدام صيغة الجمع للمفرد المخاطب، ففي الحديث مع شخص واحد يستعمل الضمير أنتم، فيقول مثلا:  لقد عملتم خيرا ، بدل لقد عملت خيرا.

كل تلك الأنواع من الاحترام يكون لها أثر في التواصل الفعّال بين المبلّغ و مجتمعه التبليغي و الناس عامة، و تؤدي إلى تقوية العلاقة معه و التأثر به.

إظهار تقدير النّاس في المجتمع التبليغي

أحد أهم الأمور في التواصل المفيد و المؤثر مع النّاس هو تقديرهم و إشعارهم بأهميتهم و إظهار ذلك، سواء بالكلام الصادق أو بالعمل الموفق، و من ذلك الاستماع لهم عامة، و لفضلائهم، و أصحاب الرأي فيهم، و ممثليهم و وجهائهم، فإنّ ذلك الاستماع سينعكس على الموضوعات المطروحة من المبلّغ و توجيهاته، و إعطائهم الوقت الكافي للكلام و الاستماع منهم دون الاستخفاف بهم و دون مقاطعتهم  فإنّ ذلك سيشعرهم بالأهمية و يفيده في التعامل معهم فإنّ المبلّغ لن يكتشف المجتمع و ما به إلا عن طريقهم، و ستكون محاضراته أكثر ارتباطا بالواقع حينما يتعرف على أوضاعهم.

و من ذلك في الأهمية ما يظهره المبلّغ من أدب و حكم و أخلاق في التعامل معهم، و كذلك في استخدام النبرة الملائمة في الحديث معهم، و الإشارة المناسبة لتوضيح المطالب، و توزيع نظره عليهم لا على بعضهم فقط.

ومن إظهار الأهمية قيام المبلغ بذكر أسماء بعض الحاضرين، و الإشادة ببعض أبناء المنطقة ممن يستحق الإشادة و التكريم، و ذكر تاريخ أهل المنطقة و ماضيها ، و ما يتعلق ببعض مشاكلها، و مشاريعها الحيوية.

و منها طرح قضايا اجتماعية يعايشها المجتمع في حياته اليومية ، و يبحث عن هداية و دراية بها و عنها.

و منها تكوين علاقات و صداقات صادقة مبنية على الإيمان و التعاون ، و العمل الصالح.

الثقة بين المبلّغ و المجتمع التبليغي

أحد جوانب التأثير للمبلّغ الديني أن يكون محط ثقة و اطمئنان في المجتمع الذي يبلّغ فيه، و هذه تأتي من تكرر الصدق و الإيجابيات في أقواله و أفعاله ، فلا يجدون فيها تناقضا أو تضاربا أو غشا، و ثقة المجتمع بالمبلّغ هي التي تجعلهم يعتمدون عليه و يأتمنونه.

و من جهة أخرى ثقة المبلّغ في نفسه ضرورية أيضا، أي اعتماد واتّكال ثابت بنفسه لا يهتز بالقليل من الإلتباسات أو الإشكالات، و هذه تحتاج منه أن يتخلى عن الشك أو الخوف أو الوسوسات، وفي حالة عدم ثقته في نفسه يقل تأثيره على المجتمع.

أما الأولى وهي كونه محط ثقة فلابد للمبلّغ من كسب ثقة الناس الذين يخاطبهم أو يبلّغ عندهم، بمعنى أنّه لا يصدر منه أيّ موقف يخلخل الطمأنينة إليه و الإعتماد عليه، و يعلم أنّه كمبلّغ يحمل في نفوسهم أصالة الثقة فيه كعالم دين، فعليه ان يحافظ على تلك الصفة صادقا و لا يصدر منه ما يخدشها أو يزلزلها ، فإن حصل ذلك و تزلزلت الثقة أو فُقدت فإنّ من الصعب رجوعها أو اكتسابها مرة أخرى، و إذا ما حصل ذلك الكسب فإنّه بطيئ، فالثقة بطيئة الحصول و سريعة الفقدان.

و قد يضاف حالة تزلزل الثقة بعض الإشاعات و الأقاويل و حينها لا يكون مجالا للمبلّغ في الاستمرار في هذه المنطقة التبليغية أو المجال التبليغي.

 و الناس عامة و غالبا ينجذبون نحو صاحب الثقة فهو يجدبهم بصدقه و وفائه و أمانته، و في أفكاره الموثوقة أيضا فيطمئنون إليه، و يطلعونه على أسرارهم و خفاياهم، و يحسنون التعامل معه.

التعاطف و التضامن مع المجتمع التبليغي

إظهار المبلّغ لحالة التعاون و التعاطف و التضامن و التكاتف مع النّاس في لمجتمع التبليغي مفيد جدا في التبليغ، هذه الصفات و الأفعال تجعل قلوب النّاس مفتوحة له، و كأنّه أحدهم،  و متى ما شعر النّاس منه بنوع من التخلي عن قضاياهم و أوضاعهم ، أو نوع من التعارض و التصادم مع قضاياهم فإنّه ينعكس على الحالة التبليغية و الأثر التبليغي، وقوة الاتصال و العلاقة معهم.

و حياة المجتمعات عامة باختلاف مواقعها و ظروفها لا تخلوا من صعوبات و مشاكل و أزمات، لكنهم يتوقعون من عالم الدين أو المبلّغ قوة فاعلة في حل تلك المشاكل أو مساعدة في حلها، و بما انّه غير قادر على حلها كلها حتما، و ليس عنده عصى سحرية لحلها، فلا أقل أن يظهر لهم تضامنا و تعاطفا، و يحل ما استطاع من تلك القضايا أو يسعى في حلها.

و على كلٍ فهم يتوقعون من المبلّغ المشاركة فيما يزيل همومهم الناتجة من تلك الأزمات و إن كان عاجزا عن حلها، فالانتظار من المبلّغ مع عدم القدرة المباشرة أن يكون متعاطفا و متضامنا معهم في مشاكلهم.

أما إذا استطاع المشاركة في حل بعض قضاياهم ، أو ساعيا في حلها بجدّ، أو مساعدتهم في حلها، فإنّ رصيده التبليغي سيزداد و تأثيره سيكبر عندهم.

التعامل مع الناّس و المجتمع التبليغي بالود و المحبة

كل ما كان المبلّغ و الخطيب ودودا و محبا للنّاس و مظهرا لتلك المحبة صادقا كان ارتباطهم به أكبر، و تأثيره عليهم أكثر، و اللطف في التعامل و إظهار المحبة الصادقة مطلوبة في التعامل العام و لكنه في المصلحين الاجتماعيين و علماء الدين أكثر أهمية من غيرهم، لأنّ المجتمع يتأثر إيجابا أو سلبا بالقادة و علماء الدين أكثر من تأثره من غيرهم، و علماء الدين أهم قيادات المجتمع المسلم.

و المحبة و المودة و اللطف صفات اكتسابية قابلة للتنمية و الزيادة و تحتاج إلى الصدق فيها و إظهارها، و لها انعكاسات على المجتمع، و في روايات أهل البيت عليهم السلام دعوة إلى ذلك، و في غرر الحكم من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام « أشرَفُ الشِّيَمِ رِعايَةُ الوُدِّ »[6]، « كُن لِلوُدِّ حافِظاً وإن لَم تَجِد مُحافِظاً »[7]، « أحسَنُ المُروءَةِ حِفظُ الوُدِّ »[8].

عدم مزاحمة الناس في دنياهم

أحد الأمور المؤثرة في المبلّغ الديني اجتنابه و ابتعاده عن مزاحمة الناس في دنياهم، فإنّه بهذا يحافظ على احترامهم و حُرْمته و كرامته ، و يقابله من الأمور التي تفقد المبلّغ احترامه و مكانته النفسية في قلوب الناس هو منافسته و تسابقه معهم في أمور الدنيا و متاعها، في التجارات و العقارات أو في المنافسات و الخصومات ، فإذا ما ظهر منه ذلك و زاحمهم و علا عليهم في جمع متاع الدنيا و إن كان أمينا و نزيها و يكدّ على عياله بالحلال[9] فإنّه يفقد شيئا فشيئا منزلته في قلوبهم و مكانته في نفوسهم، و يخف تلألُؤه بينهم ، و تهبط درجته عندهم من عالم دين نزيه يترفع عن مغريات الدنيا إلى درجة أنّه كأحدهم فيما يجمعون و فيما يختصمون.

فإذا صدرت منه في اثناء ذلك بعض الأخطاء وهو قابل للخطأ مثلهم فإنّ سهام رميه بما فيه و بما ليس فيه حاضرة معدّة للتصويب بقصد أو بدون قصد.

و من هذا التعامل مع المجتمع التبليغي و المخاطبين بنوع من حفظ مصالحهم و عدم التدخل بشؤونهم دون إجازتهم أو طلبهم إلا في الضروريات، و الحذر أيضا في حالة التدخل مع الحفاظ على الواجبات و الوصايا الدينية من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و النصيحة و الإرشاد و الموعظة و السعي للهداية و هي الوظيفة الأصل.

و من هذا إظهار المبلّغ صادقا صفات العفة المالية و النزاهة و الزهد و القناعة ، و اجتناب الطمع و الجشع و الحرص، و في إظهار تلك الصفات الإيجابية الصادقة و رفضه للصفات السلبية أثر و أنّه سيحتل قسما من قلوبهم، و يتقدّس عندهم،  و يرون فيه نزاهة و طهارة و ترفعا مما يزيد تأثيره عليهم، أما إذا ترسخت لديهم صفات سلبية  عنه كالجشع و الطمع فإنّه يخرج من قلوبهم و ينعدم تأثيره عليهم، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في غرر الحكم قوله «اَلْعُلَمَاءُ وَ هُمُ الأَدِلاّٰءُ عَلَى اللّٰهِ ، وَ الزُّهّٰادُ وَ هُمُ الطَّريقُ إِلَى اللّٰهِ ،...، فَإِذَا كَانَ الْعَالِمُ طَمّٰاعاً وَ لِلْمَالِ جَمّٰاعاً فَبِمَنْ يُسْتَدَلُّ، وَ إِذَا كَانَ الزّٰاهِدُ رَاغِباً وَ لِمَا في أَيْدِي النّٰاسِ طَالِباً فَبِمَنْ يُقْتَدٰى»[10].

و منه إشعار المجتمع و المخاطبين بالنزاهة و عزة النفس و بثها في نفوس المخاطبين و المجتمع ، و متى ما شعر و اقتنع النّاس بالعكس أو بالتذلل انعكس على توجههم للمبلّغ و تأثيره في المجتمع.

و منه أيضا عدم الاشتراط الزائد عن الحاجة حين أداء المهمة التبليغية من سكن مرفه أو أطعمة متنوعة أو هدية أو أجرة مرتفعة أو غيرها، فإنّ الاشتراط الزائد يجرح في نزاهته و خدمته الدينية و تبليغه.

التحكم بالانفعالات و ضبطها

قد يتعرض المبلّغ إلى مواقف غير مرضية له من كلام أو تصرفات من بعض الأفراد في المجتمع ، و قد يتعرض إلى احراجات من مواقف صعبة أو مآزق أو حتى شكوك و اتهامات ، لأنّه يتعامل مع أفراد المجتمع عامة و فيهم الصالح و الطالح و الفاضل و الرذيل، و هنا من المهم جدا حسن التصرف و ردود الفعل المناسبة و التحكم بالانفعالات النفسية و الغضب، بل قد يُمتحن المبلّغ في مثل هذه المواقف و كيف يكون رده  و انفعاله، و لابد من المبلّغ حينها بعد اتقان الجواب أن يجيد بصورة إيمانية ردة فعله و حسن تصرفه و ضبطه لانفعالاته و تحكّمه بغضبه، و لا يترك مشاعر الغضب تجره إلى كلام سيئ أو تصرفات خاطئة أو قرارات غير صائبة يندم عليها لاحقا، و تفقده مكانته و مجتمعه التبليغي، فالتحكم بالانفعالت النفسية و السيطرة على حالة الاغتياظ و حسن التصرف و ردة الفعل المناسبة هو المطلوب و اللازم، أي ضبط النفس لمعالجة مواقع  الخلل و العطب، كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام «ضَبْطُ اَلنَّفْسِ عِنْدَ حَادِثِ اَلْغَضَبِ يُؤْمِنُ مَوَاقِعَ اَلْعَطَبِ»[11].

و في مثل هذه المواقف و إن قلّت و لكنها تحصل بشدة أو ضعف فلابد للمبلّغ ابتداء عندها أن يحافظ على هدوئه و سكينته، و يبتعد عن الغضب و التشنجّ و الإنفعال، و يظهر الرضى و الارتياح و يعالج الموقف بأحسن صورة و بأقل أضرار.

و إياه و الغضب حيث يجره إلى الدمار و الخراب، و يحطّم ما بناه أو بناه آخرون فإنّ « اَلْغَضَبُ شَرٌّ إِنْ أَطَعْتَهُ دَمَّرَ »[12] ، و يُدخل الغاضب لشرور أخرى هو في غنى عنها «اَلْغَضَبَ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرّ»[13]، ، و حين الغضب تفقد العقل  «مَنْ لَمْ يَمْلِكْ غَضَبَهُ لَمْ يَمْلِكْ عَقْلَهُ»[14] و إذا فقد الإنسان عقله أصبح كالمجنون و الأحمق و انتهى تأثيره .

و أفضل و أقصى ما يكون المبلّغ حين التعرض لمثل هذه الاحراجات أن يكظم غيظه ، و يعفو ، و يقتلع آثار الغضب من قلبه و كأنّ شيئا لم يكن، قال تعالى «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»[15].

و في روايات النبي و أهل بيته صلوات الله و سلامه عليهم نصائح في التحكم بالانفعالات و الغضب بحيث يؤخر الإنسان ردة فعله فيهدأ قليلا فلا يخرج منه حين غضبه باطلا أو فاسدا، و في رواياتهم عليهم السلام يداوي الغاضب نفسه بالصمت، أو بالحركة إن كان جالسا فليقم و إن كان قائما فليجلس ، أو يلزم الأرض من فوره [16].

تطوير الأداء بتقبل النقد الإيجابي

كلما  تعددت و كثرت صفات المبلّغ الديني الإيجابية كان تأثيره أكبر على المجتمع التبليغي ، و لهذا فمن المهم للمبلع تحسين و تطوير أدائه التبليغي و ذلك يكون بالتخلص من صفات و أفعال سلبية أو غير لائقة أو لا تناسب المجتمع التبليغي ، و اكتساب صفات إيجابية إضافية ، و هذا يحتاج إلى اكتشاف الأخطاء و تصحيحها، و تقبل النصيحة و النقد من الآخرين.

سعة صدر المبلّغ و قبوله للنقد و النصيحة ، أو إلى ملاحظات تتعلق بجوانب قد تخفى عليه من المجتمع التبليغي، و السعي في تنمية أدائه و الاستمرار في التطوير و التحسين سيؤدي حتما إلى تأثير أكبر له في المجتمع و هذا هو المطلوب.

و تقبل النصائح و العيوب ليس بالأمر السهل على المبلّغ و الإنسان عامة ، و لكنه ضروري و مهم ، و سبب من أسباب النجاح، و قد أرشد له الأئمة عليهم السلام في طائفة من الروايات ففي نهج البلاغة  روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام قوله «مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ»[17] ، و حذرك هنا بمعنى قام بتحذيرك أي أنذرك ، أو خوّفك، أو نبّهك ، أو نصحك ، فهو كمن بشرك بخبر سار لا تعلمه، و عليه فينبغي أن تشكر المحذر الذي قام بالتحذير و تفرح لتحذيره ، كما تشكر المبشر و تفرح لخبره السار أو بِشارته، و الكلمة عظيمة و كل كلامه عليه السلام عظيم ، و فيها ترغيب في تقبل كلام المحذّر واستماع تحذيره و عدم النفور منه أو الاستنكاف أو صدّه كما هي عادة بعض أو كثير من النّاس.

و اعتبرت الروايات أنّ التذكير بالعيوب نوع من الهدية و تصدر من أحبّ الأخوان ، روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله « أَحَبُّ إِخْوَانِي إِلَيَّ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي»[18]، و عن أمير المؤمنين عليه السلام « لِيَكُن أحَبُّ النّاسِ إلَيكَ مَن هَداكَ إلى مَراشِدِكَ ، وكَشَفَ لَكَ عَن مَعايِبِكَ»[19]، و «مَن بَصَّرَكَ عَيبَكَ فَقَد نَصَحَكَ»[20] ، و «لِيَكُن آثَرَ النّاسِ عِندَكَ مَن أهدى إلَيكَ عَيبَكَ ، وأعانَكَ عَلى نَفسِكَ»[21].

و مع رغبة المبلّغ في التطوير فلا يمكنه إهمال النصائح و التسديدات من الآخرين الصادقين، بل ذلك يعطي بعدا آخر أيضا في شخصيته وهو شعور المجتمع التبليغي بأنّ المبلّغ يهتم بالإرشاد و المشورة و يسير نحو الكمال.

و هذا التقبل لملاحظات الآخرين و خاصة من المخلصين يساعد في تطوير الأداء فلابد من اغتنام تلك الملاحظات و الآراء أو الانتقادات للوصول إلى أداء أفضل و نجاح أكمل، و اعتبار النقد الإيجابي هدية للمبلّغ ، و لكن من الممكن ألا يكون النقد إيجابيا و الملاحظات ليست بنّاءه حينها يحتاج المبلّغ لقوة و صلابة في عدم تأثره النفسي من تلك الملاحظات و الانتقادات السلبية، و كأّنها لم تكن و كأنّه لم يسمع، دون أن يجعل لها طريقا لتحطيم نفسه.

مؤثرات في التواصل الفعّال

و من المؤثرات و حسن التواصل الفعّال القدرة البيانية و البلاغية للمبلّغ باللغة المحلية التي يتحدث بها المجتمع التبليغي، و استخدام الألفاظ المناسبة في السياق المناسب، و الاهتمام بأصل الكلام و الموضوع الأساس و عدم الخروج و التنقل من موضوع لآخر دون رابط بينهما، و عدم استخدام فضول الكلام و التطويل بل الإيجاز و الاختصار مع الفائدة و التركيز، و اختيار الموضوع المناسب الذي يؤثر على انتباههم و إنصاتهم.

و منها اتصاف المبلّغ بصفات إضافية على التبليغ تحسّن من تأثيره و تبليغه، كالكرم و الإحسان، و التسامح و عدم الوقوف عند كل صغيرة و كبيرة تصدر من أحد المخاطَبين أو أبناء منطقة التبليغ، و لاشك أنّه سيواجه حين تبليغه مواقف و أشخاص غير لائقين، فمن المهم حسن التصرف و التجاوز عن صغائر الأخطاء و الإشتباهات، فمن المهم للمبلغ الاتصاف بصفات السماحة و العفو.

و منها التواصل المباشر مع النّاس ، و الحياة معهم فهو أحدهم، و المفاضلة بينهم بالتقوى.

و منها اتصافه بالصدق و الإخلاص و الأمانة و التفاني و الإنصاف ، فهي صفات مؤثرة و معززة للثقة و الاطمئنان و المصداقية.

و منها ما يتصف به المبلغ الموفق من السعي دائما لاتخاذ مواقف إيجابية و مثبتة .

و منها تلافي احراج النّاس و المجتنع التبليغي و تلافي وضعهم في مواقف صعبة أو مآزق أو احراجات، و تجنب طرح أسئلة شخصية أو إلزامية ، قد تسبب بردة فعل غير محمودة.

و للمبلّغ استعمال اسلوب ممزوج بالملاطفة و المرح  بتقدير نوعية جالسية و الزمان و المكان فإنّ لكل مقام مقال.

و هذه المهارات مكتسبة و يمكن تنميتها و تطويرها و التدريب عليها حتى تصل إلى حالة الملكة في الإنسان.

و الحمد لله ربّ العالمين، و صلّ اللهم على محمد و آله الطاهرين.

محمد جواد الدمستاني

١- ذو الحجة -١٤٤٤هـ الموافق 20-06-2023م

 

[1]- ثواب الأعمال و عقاب الأعمال ، الشيخ الصدوق ،  ج1، ص131

[2]- نهج البلاغة – حكمة 289

[3]- نهج البلاغة – حكمة 289

[4] - نهج البلاغة – خطبة 193

[5] -  الخصال ، الشيخ الصدوق ، ج 1 ص 209 ، الرواية : عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخْفَى أَرْبَعَةً فِي أَرْبَعَةٍ أَخْفَى رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ طَاعَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ رِضَاهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ وَ أَخْفَى سَخَطَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ مَعْصِيَتِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ سَخَطُهُ مَعْصِيَتَهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ وَ أَخْفَى إِجَابَتَهُ فِي دَعْوَتِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ دُعَائِهِ فَرُبَّمَا وَافَقَ إِجَابَتَهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ وَ أَخْفَى وَلِيَّهُ فِي عِبَادِهِ فَلاَ تَسْتَصْغِرَنَّ عَبْداً مِنْ عَبِيدِ اَللَّهِ فَرُبَّمَا يَكُونُ وَلِيَّهُ وَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمُ.

[6] - غرر الحکم و درر الکلم   ،  الجزء۱  ،  الصفحة 214

[7]  - غرر الحکم و درر الکلم  ،  الجزء۱  ،  الصفحة 529

[8]  - غرر الحکم و درر الکلم  ،  الجزء۱  ،  الصفحة 194

[9] - الکافي، الكليني، ج5، ص 88 ، روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «اَلْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ».

[10]  - غرر الحکم و درر الکلم  ،  الجزء۱  ،  الصفحة 504 سُئِلَ عَلِىٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ أَحْوَالِ الْعَامَّةِ فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ مِنْ فَسَادِ الْخَاصَّةِ وَ إِنَّمَا الْخَاصَّةُ لَيُقَسَّمُونَ عَلٰى خَمْسٍ: ۱ - اَلْعُلَمَاءُ وَ هُمُ الأَدِلاّٰءُ عَلَى اللّٰهِ ۲ - وَ الزُّهّٰادُ وَ هُمُ الطَّريقُ إِلَى اللّٰهِ ۳ - وَ التُّجّٰارُ وَ هُمْ أُمَنَاءُ اللّٰهِ 4 - وَ الْغُزَاةُ وَ هُمْ أَنْصَارُ دينِ اللّٰهِ  5 - وَ الْحُكّٰامُ وَ هُمْ رُعَاةُ خَلْقِ اللّٰهِ. فَإِذَا كَانَ الْعَالِمُ طَمّٰاعاً وَ لِلْمَالِ جَمّٰاعاً فَبِمَنْ يُسْتَدَلُّ. وَ إِذَا كَانَ الزّٰاهِدُ رَاغِباً وَ لِمَا في أَيْدِي النّٰاسِ طَالِباً فَبِمَنْ يُقْتَدٰى. وَ إِذَا كَانَ التّٰاجِرُ خَائِناً وَ لِلزَّكَاةِ مَانِعاً فَبِمَنْ يُسْتَوْثَقُ. وَ إِذَا كَانَ الْغَازي مُرَائِياً وَ لِلْكَسْبِ نَاظِراً فَبِمَنْ يُذَبُّ عَنِ الْمُسْلِمينَ. وَ إِذَا كَانَ الْحَاكِمُ ظَالِماً وَ فِي الْأَحْكَامِ جَائِراً فَبِمَنْ يُنْصَرُ الْمَظْلُومُ عَلَى الظّٰالِمِ. فَوَ اللّٰهِ مَا أَتْلَفَ النّٰاسَ إِلاَّ الْعُلَمَاءُ الطَّمّٰاعُونَ، وَ الزُّهّٰادُ الرّٰاغِبُونَ، وَ التُّجّٰارُ الْخَائِنُونَ، وَ الْغُزَاةُ الْمُرَائُونَ، وَ الْحُكّٰامُ الْجَائِرُونَ، وَ سَيَعْلَمُ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ

[11]- غرر الحکم  - ج  1 ص 427 ، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام «ضَبْطُ اَلنَّفْسِ عِنْدَ حَادِثِ اَلْغَضَبِ يُؤْمِنُ مَوَاقِعَ اَلْعَطَبِ»

[12]- غرر الحکم و درر الکلم  ,  الجزء۱  ,  الصفحة 65 ، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام  «الْغَضَبُ شَرٌّ إِنْ أَطَعْتَهُ دَمَّرَ»

[13]- الخصال - ج1 ص 7  ، ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٢٦٤ ، روي عن الإمام الصادق عليه السلام «اَلْغَضَبُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرّ»

[14]- الکافي – الكليني -  ج 2  ص 305 ، ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٢٦٥

[15]- سورة آل عمران ، آية 134

[16] - غرر الحکم و درر الکلم ، ج1 ص 819 « دَاوُوا اَلْغَضَبَ بِالصَّمْتِ» ، جامع الأخبار ، ج1 ص 160 ،عن الإمام الباقر عليه السلام «فَأَيُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ وَ هُوَ قَائِمٌ فَيَجْلِسُ فَإِنَّهُ يَذْهَبُ عَنْهُ رِجْسُ اَلشَّيْطَانِ، وَ إِنْ كَانَ جَالِساً فَلْيَقُم ْ،  وَ أَيُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ عَلَى ذِي رَحِمٍ فَلْيَقُمْ إِلَيْهِ وَ لْيَدْنُ مِنْهُ وَ لْيَمَسَّهُ فَإِنَّ اَلرَّحِمَ إِذَا مُسَّتْ سَكَنَتْ» ، تفسير العیاشی، ج 1 ص 217 روي عن أمير المؤمنين عليه السلام « وَ أَيُّمَا رَجُلٍ غَضِبَ وَ هُوَ قَائِمٌ فَلْيَلْزَمِ اَلْأَرْضَ مِنْ فَوْرِهِ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ رِجْزَ اَلشَّيْطَانِ».

و في كتاب الترغيب و الترهيب 3 / 450 / 16 عن رسول الله صلى الله عليه و آله « إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع » و كذلك في الترغيب والترهيب: 3 / 451 / 19عن رسول الله صلى الله عليه و آله « إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ »

[17]- نهج البلاغة - باب الحكم ، حكمة 59

[18] - الکافي ، الكليني ، ج 2 ، ص 639 ، ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - ص ٢٢٠٧

[19] - غرر الحكم ودرر الكلم، عبد الواحد الآمدى التميمي، ص ٥٤٨ ، ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - ص ٢٢٠٧

[20] - غرر الحكم ودرر الكلم، عبد الواحد الآمدى التميمي، ص 597 ، ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - ص ٢٢٠٧

[21] - غرر الحكم ودرر الكلم، عبد الواحد الآمدى التميمي، ص ٥٤٨ ، ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - ص ٢٢٠٧

Facebook Facebook Twitter Messenger Messenger WhatsApp Telegram Viber Email
مواضيع ذات صلة