8:10:45
(كيف تصلي؟) إصدار جديد عن مركز كربلاء باللغة الألمانية عميد المعهد التقني في محافظة كربلاء المقدسة بضيافة المركز استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث الندوة الالكترونية الموسومة "الإمام الصادق (عليه السلام) وارث النبوة والكتاب" وفد من المركز يحضر فعاليات الأسبوع العلمي والثقافي الثامن عشر في جامعة أهل البيت (عليهم السلام) تزامناً مع أسبوع المرور.. المركز يدعو للالتزام بالأنظمة وإجراءات السلامة العامة المركز يقيم مجلس عزاء بذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام) المركز يقيم ندوة إلكترونية عن ذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام) كلية الفقه في جامعة الكوفة تستقبل وفد المركز تعزية ... استشهاد الامام جعفر الصادق (عليه السلام) دعوة حضور ندوة الكترونية جانب من الحوار الذي أجرته وكالة كربلاء الدولية مع الأستاذ الدكتور حسن الكريطي استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) باللغة الألمانية.. إصدار جديد لمركز كربلاء للدراسات والبحوث رئيس المجلس الإسلامي الجعفري الأعلى في سوريا يزور المركز بالتعاون مع الجامعة المستنصرية.. المركز يقيم ندوة عن أبعاد الزيارة الأربعينية المركز يعقد اجتماعاً تحضيرياً للملتقى التاريخي لمدينة كربلاء استمرار دورة تقنيات الحاسوب في المركز مَروِيّات الهدهد الغاضري ... إصدار جديد للمركز ممثل عن جامعة (أمير كبير) في ضيافة المركز
اخبار عامة / أقلام الباحثين
10:43 AM | 2020-09-17 1277
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

دِماءٌ لِحمايةِ حُريَّةِ التَّعبِير

 بقلم (نـــــزار حيدر)

إِذا كان بإِمكانكَ أَن تعبِّر عن رأيكَ بِلا خَوفٍ أَو طمعٍ فأَنتَ إِنسانٌ تمتلك كلَّ شيءٍ، أَمَّا إِذا لم يكُن بمقدورِكَ ذلك فأَنتَ لا تمتلكُ شيئاً، حتَّى شخصيَّتك لا تمتلكَها فهي بهذهِ الحالةِ ملكُ غيرِكَ، فإِذا امتلكها مثلاً [عجلٌ سمينٌ] فأَنت ذيلهُ!

حريَّة التَّعبير تعني أَنَّ المُواطن محميُّ إِذا عبَّرَ عن رأيهِ فلا تُفتِّشُ السُّلطةُ عقلهُ ولا يُحاكمهُ المُجتمعِ إِذا اختلفَ مع [كِبار القَوم] يقولُ ما يشاءُ؟ كيفَ يشاءُ؟ متى ما يشاءُ؟ وقبلَ ذلكَ يقرأُ ما يشاءُ ويُتابعُ حديث من يشاءُ ليُفكِّر كيفَ يشاءُ؟ وأَنَّ النَّاسَ تُصغِ بعضها إِلى البعضِ الآخر فتنتعشُ الأَفكار وتتطوَّر الرُّؤَى وتتَّسع العلُوم والمعارِف وتتلاقح النظريَّات.

حتَّى التَّعليمُ الذي يُنمِّي القُدُرات الذهنيَّة والعقليَّة وطرُق التَّفكير والبحث والتَّخطيط ويُقوِّي الذَّاكرة، سيكونُ بِلا معنى إِذا كانت حريَّة التَّعبير غائِبة في المُجتمع، فالتَّعليمُ وحريَّة التَّعبير توأَمان سِياميَّان إِذا انفصلَ أَحدهُما عن الآخر ماتا معاً إِذ لا معنى للتَّعليم بِلا حريَّة التَّفكير ولا معنى للأَخيرةِ من دونِ حريَّة التَّعبير.

إِقرأُوا تجارب الأُمم والشُّعوب فستجدُونَ أَنَّ حريَّة التَّعبير هو معيار النَّجاح والفشل، التَّقدُّم والتَّأَخُّر، النُّهوض والسُّكون، ولذلك حرصَ المُشرِّع عليها بقولهِ {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ} وقولهُ تعالى {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}.

حريَّة التَّعبير تعني أَنَّهُ لا أَحد في المُجتمع يرى نفسهُ مالك الحقِّ المُطلق وبالتَّالي فلا داعي لآراء الآخرين كما فعلَ ذلكَ الطَّاغية فرعُون مثلاً عندما خاطبَ قومهُ بقولهِ {قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} فمنعَ النَّاس من الإِيمانِ بشيءٍ قبلَ أَن يأذنَ لهُم فقال {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ* لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} ولذلكَ فهو بهذهِ العقليَّة أَغلق كلَّ منافذ إِنقاذ المُجتمع من الإِنحراف وأَضاعَ كلَّ فُرص التَّغيير والإِصلاح عندما حدَّد الحق المُطلق بعقلهِ وفكرهِ ورأيهِ وطريقة تفكيرهِ فقط.

إِذا رأَيتَ الرَّأيُ مقموعاً في مُجتمعٍ ما فتأَكَّد بأَنَّهُ مُجتمعٌ مُنافقٌ ذو وجهَين، فالذي لا يقدرُ على إِبداءِ رأيهِ الذي يعتقد بهِ يضطر للتَّعبيرِ عن رأيٍ لا يُؤمن بهِ ليحمي نفسهُ، رأي السُّلطة مثلاً أَو الأَغلبيَّة أَو الهمج الرُّعاع الذين يُسيطرُونَ على الشَّارع.

لقد مارسَ [الكوفيُّون] الحق في حريَّة التَّعبير إِبتداءً فعبَّروا عن رأيهِم بالحُسين السِّبط (ع) وبإِبن الطُّلقاء يزيد برسائلهِم وعندما تحكَّم الخَوفُ والطَّمعُ في [حُريَّتهِم] إِنقلبُوا على أَنفسهِم فبانَ النِّفاقُ في مواقفهِم.

في كربلاء ضحَّى الحُسين السِّبط (ع) ليحمي حريَّة التَّعبير، فأَرادَ أَوَّلاً أَن يُذكِّرهم بها من خلال شهادةِ رسائلهِم عليهِم {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا} والتي كانت أَكثر مِن {حِمْلِ بَعِيرٍ} ولكنَّ القَوم إِنقسمُوا بين مُتناسٍ أَو مُنكِرٍ بالمُطلقِ كذَّاب لأَنَّ الخَوف والطَّمع كانا هُما الحاكِمَينِ على العقولِ والضَّمائرِ والمشاعرِ.

 

المصدر:   https://annabaa.org/arabic/ashuraa/24523

 

Facebook Facebook Twitter Messenger Messenger WhatsApp Telegram Viber Email
مواضيع ذات صلة
2021-02-04 1931
وقفة أسلوبية
2021-02-04 1931
2021-03-19 1349
 كيف نتواصل؟
2021-03-19 1349