إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
أن بعض الآيات الإلهية محكمة لا ريب في حقانيتها وبعضها متشابهة يخفى الوجه فيها، فمن سلم من الهوى وتعامل مع الأمور بموضوعية آمن بالمحكم لوضوح حقانيته، وبالمتشابه لأنه ليس محكماً في نفي حقانية الرسالة، ومن كان متمسكاً بهوى يمنعه من الإيمان تشبث بالمتشابه ليصنع منه شبهة في قبال المحكم ويثير الترديد فيه والريبة في صدقه وحقانيته.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص181