من تراث كربلاء: مثلٌ يعلّم الصبر على الجار قبل الخصام معه
حكمة كربلائية خالدة... كيف صار "اَلْجَارُ جَارٌ وَلَوْ جَارَ" ميثاقاً اجتماعياً؟
من عمق الذاكرة الكربلائية التي تمزج بين القيم الدينية والتقاليد الاجتماعية، يبرز المثل الشعبي القديم "اَلْجَارُ جَارٌ وَلَوْ جَارَ" ليختزل فلسفة أخلاقية رفيعة تقوم على الصبر، والاحترام، وحسن المعاملة، حتى في حال الظلم.
ووفق ما ورد في موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث، فإن كلمة "جار" في هذا المثل تعني "ظَلَمَ"، أي أن المثل يؤكد أن الجار يبقى جاراً عزيزاً وإن أساء أو جار، لأن العلاقة التي تجمع الجيران تتجاوز المواقف العابرة إلى رابطة إنسانية ودينية راسخة.
ويُجسّد هذا المثل عمق التوجيه الإسلامي في قوله تعالى: "وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ"، وفي أحاديث النبي الأكرم "صلى الله عليه وآله" التي شددت على حق الجار وحرمة إيذائه، مما جعل من هذا المثل جزءاً من الهوية الأخلاقية والاجتماعية في كربلاء، يورّثه الآباء للأبناء كوصية للحياة قبل أن يكون قولاً مأثوراً.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور الاجتماعي، 2020، ج2، ص258.