ورغم أن الحزب لم يحصل على إجازة رسمية واضطر للعمل السري، فإن تأثيره كان سريعاً ومباشراً، فقد دخل بقوة على خط الاحتجاجات الوطنية في بغداد، وشارك في مظاهرات محرم 1341هـ / آب 1922، مقدّماً مذكرة إصلاحات جريئة إلى الملك فيصل الأول. إلا أن هذا النشاط لم يستغرق سوى خمسة أيام قبل أن يُغلقه المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس وينفي قادته إلى جزيرة هنجام في الخليج العربي.
وبعد عودة مؤسسه أمين الجرجفجي من المنفى عام 1924، استعاد الحزب نشاطه وأسّس فروعاً في عدة مدن، بينها كربلاء المقدسة التي احتضنت أحد أنشط فروعه في ظل نخبة من رجالها ووجهائها، منهم الشيخ هادي كمونة، والسيد عبد الجليل الوهاب آل طعمة، والسيد حسن النقيب، فضلاً عن السيد محسن الطويل، والسيد حسين الدده، والشيخ فخري كمونة، إلى جانب السيد سلمان الوهاب آل طعمة، والشيخ حميد كمونة.
عمل فرع كربلاء للحزب على نشر الوعي والثقافة السياسية وتطوير كوادر المدينة، منسجماً مع منهج الحزب الداعي إلى بناء مجتمع واعٍ قادر على مواجهة الهيمنة الاستعمارية.
وبرغم التضييق البريطاني الذي وصل إلى حد إغلاق جريدة الحزب المسماة بـ “النهضة” عام 1927، فقد شكّل الحزب محطة مهمة في تاريخ النهوض الوطني في العراق، وخاصة في كربلاء حيث لعب دوراً مؤثراً في النخب والمجتمع.
المصدر: الطائي، إشراق، الخزعلي، تيسير، الأحزاب والجمعيات السياسية في كربلاء من عام ١٩١٤ إلى عام ١٩٤٥، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2017، ص4-5.