كشفت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) كان أول من أطلق لفظ "الحائر" على الأرض التي احتضنت جسد الإمام الحسين (عليه السلام)، محدِّداً معالمها ومبيناً مكانتها العبادية والتاريخية الفريدة.
وأكد الإمام الصادق على عظمة الصلاة في أرض الحائر، قائلاً: "إذا صار زائر الحسين في الحائر كتبه الله من المصلحين المنتجبين"، لتغدو كربلاء منذ ذلك الحين موطناً للخشوع والإصلاح الروحي.
وبيّنت الموسوعة أن الإمام (عليه السلام) حدّد مساحة الحائر بعشرين ذراعاً في عشرين ذراعاً، وجعل حرمة القبر الشريف تمتد إلى فرسخٍ في فرسخٍ من جهاته الأربع، مشيراً إلى معالم ميدانية دقيقة مثل "باب الحائر" و"باب القبلة"، في دلالة على تخطيط مبكر للمشهد الحسيني الشريف منذ القرن الثاني الهجري.
يذكر أن لفظ "الحائر" قد أصبح بمرور الزمن علَماً على كربلاء المقدسة، وارتبط باسمها علماء وأدباء وأُسر عريقة، فتكوّن منه الإرث الروحي والعلمي الذي خلّد هوية كربلاء عبر العصور.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور التاريخي، 2017، ج1، ص38-39.