في ذاكرة الموروث الكربلائي العريق، يبرز المثل الشعبي "الإبن البچر يحيي الذچر" كأحد الأمثال التي تختزل فلسفة المجتمع في استمرار النسب وحفظ الاسم والعشيرة عبر الذكور، حيث يرمز "البچر" إلى المولود البكر، و"الذچر" إلى الذكر الذي يخلّد ذكر والده وأسرته.
يعكس هذا المثل القيمة الاجتماعية الكبيرة للذرية الأولى، إذ كانت الكنية في كربلاء ولا تزال عنوان احترام وتقدير، تمنح للرجل بإسم مولوده البكر سواء كان ذكراً أم أنثى، كنايةً عن مكانته الأبوية في المجتمع.
كما يُبرز المثل نظرة المجتمع إلى استمرار الذكر من خلال الأبناء الذكور بوصفه رمزاً للديمومة والذكر الحسن، وهو تعبير عن الروابط القبلية والعائلية العميقة التي شكّلت نسيج الهوية الكربلائية عبر الأجيال.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية الشَامِلَةُ، المحور الاجتماعي، 2020، ج2، ص19.