بحسب ما أورده المؤرخ "ابن أعثم الكوفي"، فإن الإمام الحسين (عليه السلام) خرج من مكة يوم الثلاثاء، يوم التروية، لثمانٍ مضين من ذي الحجة، ومعه اثنان وثمانون رجلاً من شيعته وأهل بيته (سلام الله عليهم أجمعين).
وهذه الرواية لم تبقَ منفردة في مفترق الأسانيد، إذ تابعها كبار المؤرخين والباحثين مثل ابن طلحة الشافعي، والأربلي، فضلاً عن ابن الصباغ المالكي، بل وحتى ابن شهر آشوب، من أعلام الإمامية، حيث عدّهم يوم عاشوراء بقوله "وكان جميع أصحاب الحسين اثنين وثمانين رجلاً، منهم الفرسان اثنان وثلاثون فارسا، ولم يكن لهم من السلاح إلا السيف والرمح".
كما تابع هذا القول، ابن العماد الحنبلي، ما يمنح الرواية قوةً وانتشاراً لافتاً، إلا أنه وفي المقابل، فلم يتعامل جميع المؤرخين مع هذه الأرقام بالقبول، إذ اعتبر كلٌّ من الخوارزمي، ومحمد بن أبي طالب، والبحراني، أنها رواية ثانوية، وليست الرواية المعتمدة في توثيق العدد النهائي لأصحاب الإمام.
وفي رواية أخرى لا تقل صدمة، ورد أن سيد الشهداء (عليه السلام) قد خرج ومعه أهل بيته وستون شيخاً من أهل الكوفة، وكان ذلك يوم الاثنين العاشر من ذي الحجة سنة 60 هـ، أي بعد يومين فقط من الرواية السابقة!
وقد نقل هذه المعلومة كبار الأعلام، أبرزهم محمد بن سعد (ت 230 هـ) في كتابه "ترجمة الإمام الحسين من طبقات ابن سعد"، وابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق"، وابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب".
من جهته، رأى الأستاذ عبد الأمير القريشي، في كتابه "أصحاب الإمام الحسين بين الحقيقة والتشكيك... جدلية العدد"، أن هذه الأرقام تكشف عن مرحلة حساسة في المسير الحسيني، حيث إن العدد المذكور (82 أو 60) يشير إلى من خرجوا معه من مكة حصراً، ولا يعكس العدد الكلي الذي انتهى به المطاف إلى كربلاء.