أقام مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية المقدسة ندوة علمية حملت عنوان: "الإعلام المواجه في زيارة الأربعين بين التضليل والتدعيم"، ألقاها الدكتور ماجد الخياط صباح يوم السبت الموافق 30/8/2025 على قاعة المركز في كربلاء المقدسة.
وجاءت هذه الفعالية في إطار النشاطات العلمية والثقافية المستمرة التي ينظمها المركز، والهادفة إلى ترسيخ الوعي الفكري وتوفير مساحة للحوار البنّاء الذي يسهم في مواجهة التحديات الإعلامية المرتبطة بزيارة الأربعين.
وقد شهدت الندوة حضورًا مميزًا ورسمياً من الباحثين والمهتمين بالشأن الإعلامي والثقافي، إضافةً إلى مشاركة مدير هيئة الإعلام والاتصال، ومدير مكتب حقوق الإنسان، وعدد من الإعلاميين من مختلف دوائر مدينة كربلاء المقدسة، حيث أسهمت مداخلاتهم في إثراء النقاش وطرح رؤى جديدة حول كيفية توظيف الإعلام لخدمة القضايا الدينية والاجتماعية.
استعرض المحاضر في مستهل حديثه الأسس التي ينطلق منها الإعلام المواجه، مبينًا أنها تستند إلى مبادئ وأخلاق الدين الإسلامي المقتبسة من سيرة الرسول الكريم وأهل بيته (عليهم السلام).
 كما أوضح أن هذا النوع من الإعلام يسير بموازاة الإعلام المخالف، ويتوجه بخطابه إلى كلٍّ من المجتمع الداخلي والخارجي على حد سواء.
وبيّن الدكتور الخياط أن أفضل خطاب يمكن أن يمثّل الإعلام المواجه هو خطاب المرجعية الدينية، لكونه خطابًا جامعًا بعيدًا عن الطائفية والانحياز، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة التمسك بالخطاب المعتدل الذي يوصل الحقيقة بلا تحريف.

وفي سياق متصل، تناول المحاضر أبرز أساليب التضليل التي تمارسها بعض الجهات، مبينًا أنها تتجلى في التنافس السياسي والاختلافات المذهبية والبحث عن المغايرة، فضلًا عن إثارة الصراعات الفكرية.
 أما على المستوى الإعلامي، فقد أشار إلى أن التضليل يعتمد على أساليب مثل الاجتزاء، وتغيير الموضوع، ونشر أو مشاركة الرسائل الإلكترونية المضللة، وهي ممارسات تسعى إلى تشويه الصورة الحقيقية لزيارة الأربعين.
ومن جهة أخرى، أشاد الحاضرون بأهمية مؤتمر زيارة الأربعين وما قدّمه من بحوث علمية رصينة، معتبرين أن مثل هذه الفعاليات تمثل ركيزة أساسية في تعزيز الجانب المعرفي والإيجابي للزيارة المباركة.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن الإعلام المواجه يشكل اليوم أداة ضرورية لحماية القيم الدينية والثقافية، وللتصدي لحملات التضليل التي تستهدف الوعي المجتمعي، الأمر الذي يجعل هذه اللقاءات العلمية محطة مهمة في خدمة قضايا الأمة والمجتمع.