على ضفاف الفرات، وبين ظلال بساتين النخيل العريقة، يمتد "طريق العلماء" كخيط من نور يربط الماضي بالحاضر، حاملاً عبق مسيرات الأربعين التي سلكها كبار العلماء قديماً نحو كربلاء المقدسة.
هذا الطريق التاريخي، الذي كان شاهداً على خطوات الفقهاء وطلاب العلم عبر القرون، ما زال ينبض بالحياة في كل موسم من مواسم الزيارة، حيث يتحول إلى لوحة إنسانية نابضة بالمحبة والعطاء.
وعلى طول المسار، تنتشر المواكب والموائد الحسينية التي ينصبها أهالي القرى والمدن المحاذية للنهر، ليقدّموا للزائرين كل ما يحتاجونه من طعام، وشراب، واستراحة، بل وحتى العلاج والرعاية.
هذا وقد تداولت وكالات أخبار محلية وإقليمية تجليات صور هذا الطريق كرحلة روحانية بامتياز، حيث يختلط صوت خطوات الزائرين بأصداء التلاوة والدعاء، وتتعانق الألوان ما بين الخضرة النخيلية وزرقة الفرات ورايات العزاء الحسيني.
هو طريق جمع بين العلم والإيمان، وبين إرث العلماء وأقدام السائرين، ليبقى شاهداً على أن مسيرة الأربعين ليست مجرد عبور جغرافي، بل عبور وجداني وتاريخي نحو معاني التضحية والفداء.