ذكرت مجلة "تريبيون Tribune" الإلكترونية الباكستانية، أنه لدى وصول المستعمرين البريطانيين إلى السلطة في شبه القارة الهندية، بدأوا ينظرون الى مواكب العزاء الحسيني، كحركة معارضة لسلطتهم الشمولية.
وقالت المجلة في مقال تفصيلي عن مراحل ظهور وتطوّر مجالس على أرواح شهداء كربلاء الأبرار في شبه القارة الهندية، والذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن "ظهور التجمعات العزائية الحاشدة في عددٍ من المناطق الحضرية، أظهر هذه المناطق وكأنها خارجة عن سيطرتهم، مما دفع بالتالي، هذه السلطات الى فرض القيود والقمع ضد هذا النوع من النشاطات".
وأضاف المقال أنه "من بين الإجراءات العدائية البريطانية تجاه المراسيم الحسينية، هي تصوير هذه المراسيم في الغرب على أنها (ذلك الحدث الغريب الخاص بمنطقة الشرق غير المتحضّرة)، حيث نالت البطاقات البريدية الملونة التي تصوّر مجالس العزاء بصورة سلبية، شعبيةً كبيرة لدى الجمهور الغربي".
وبيّنت كاتبة المقال " لولوا لوخاندوالا"، أنه "في الوقت الذي كان يتم فيه تصوير مراسيم إحياء مناسبات شهر محرم الحرام، على أنه مرتبط بالمسلمين الشيعة، إلا أن حقيقة الأمر لم تكن كذلك على الإطلاق، حيث كان من المعروف لدى الجمهور المحلي أن المجتمعين السنّي والهندوسي في شبه القارة الهندية، كانا يلعبان دوراً مهماً في إحياء طقوس هذا الشهر الفضيل".
وأشارت الكاتبة الى أنه "كان بالإمكان ملاحظة المساهمات الواضحة للطوائف والأديان المختلفة في إقامة المراسيم الحسينية من خلال الفنون والتقاليد ذات الصلة على إمتداد تاريخ منطقة جنوب آسيا".