ضمن إطار بيانها للمراحل التأريخية التي مرّت بها مراسيم إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين "عليه السلام" وصحبه الأبرار في موقعة كربلاء، ذكرت مجلة "تريبيون Tribune" الإلكترونية الباكستانية، إن الحداد العام في شهر محرم كان يمتد في أرجاء شبه القارة الهندية خلال حكم المغول.
وقالت المجلة في مقال مفصّل لها ترجمه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن "المقر المركزي لمجالس العزاء الحسيني في شبه القارة الهندية، هي ولاية (لاكناو) حيث أنشأ حاكم مملكة الـ (نواب) في حينها (آصف الدولة)، مساحات خاصة لهذه المجالس التي كانت تُقام حتى في بلاطه، والذي يظهر فيه مرتدياً ثوب الحداد إلى جانب مسؤوليه".
وأضاف المقال أنه "من معالم إنتشار مجالس العزاء الحسيني في تلك الفترة، أنها كانت تُقام أيضاً في بلاط حاكم مملكة (ميسور) جنوبي الهند، (تيبو سلطان)، بالإضافة الى العديد من المناطق الأخرى في جنوب آسيا، مثل كشمير التي كانت تشهد إقامة مواكب عزاء ومجالس حسينية كبيرة في ذلك الوقت".
وبيّنت كاتبة المقال " لولوا لوخاندوالا"، أن "مراسيم شهر محرم الحرام، كانت قد حظيت بإهتمام خاص من المستعمرين الأوائل الذين كانوا يجدون تجمعات الحداد البشرية الضخمة والفنون المستخدمة فيها، رائعة للغاية بالنسبة لهم"، مشيرةً الى أن "هنالك العديد من الروايات عن أولئك المستعمرين في وصفهم لمشاهد العزاء، ومنها ما جاء على لسان الروائي الإنكليزي الشهير (روديارد كيبلينغ) في وصف أحد مجالس عاشوراء، بالقول: (وفيما كانوا يضربون على صدورهم، كانت الآلات النحاسية تعزف بأعلى صوتها، ، وفي كل زاوية من المكان، كان الواعظون المسلمين يروون القصة المؤسفة لموت الشهداء، فكان من المستحيل التحرك إلا بالتناغم مع هذه الحشود".