نشرت مجلة "تايم Time" العالمية الشهيرة، تقريراً إستقصائياً مفصّلاً عن جهود العتبة الحسينية المقدسة في مجال مكافحة ظاهرة التصحّر والتغيرات المناخية التي شهدتها مدينة سيد الشهداء "عليه السلام".
وقالت المجلة في مستهل تقريرها الذي أعدّه ميدانياً، الصحفي العالمي والباحث في مجال البيئة، "سام كيمبل" بعد تلقيه دعوةً من مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، للمشاركة في وقائع المؤتمر العلمي الدولي السادس لزيارة الأربعين والمقام من قبل المركز، إنه "في مدينة كربلاء المقدسة جنوبي العاصمة بغداد، وتحديداً في الرقعة البالغ مساحتها أقل من ميل مربع خارج المدينة، تتأرجح (70) ألف نخلة بعشرات الأنواع المختلفة، ضمن (مزرعة فدك للنخيل)، التي وصفها (كيمبل) بـ (مشروع خيري) تديره العتبة الحسينية المقدسة، والتي تجتذب بدورها ملايين المؤمنين من جميع أنحاء العالم سنوياً لزيارة مرقد سبط النبي محمد، الإمام الحسين (صلوات الله عليهما)".
ويضيف التقرير نقلاً عن المهندس المنسوب الى كادر المزرعة، "محمد عادل الجلجاوي"، قوله إن هذا المشروع جاء على خلفية "تناقص أشجار النخيل في البلاد خلال العقود الأخيرة بمقدار النصف على خلفية سلسلة الحروب المتعاقبة، متبوعةً بعمليات قطع أشجار النخيل من أجل بناء المساكن، وإنتهاءً بظاهرة التغيّر المناخي التي زادت المشكلة سوءاً".
ويبيّن "كيمبل" في سياق تقريره، أنه "بعد إدراج العراق كخامس دولة معرّضة لتأثيرات تغير المناخ وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فقد تصدّت عدة جهات مثل تلك الموجودة في كربلاء، لوطأة هذه التأثيرات عبر إيجاد طرق محلية للتكيّف مع هذه المشكلة العالمية، ومنها ما حصل على مدى السنوات الأربع الماضية، من قبل العتبتيّن المقدستيّن الحسينية والعباسية، الى جانب مجموعة من الجمعيات الشبابية الناشطة، وبعض المزارعين، وعلى نحو متزايد في ظل شحة أو غياب دعم الدولة".
وتابعت المجلة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أن "مشروع (فدك) كان قد بدأ في عام 2015 بهدف إعادة المساحات الخضراء إلى مدينة كربلاء المقدسة بعد أن تقلّصت هذه المساحات بنسبة 40٪ منذ عام 2006 بفعل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، أو كنتيجةٍ للتوسع العمراني وفقاً لإحصاءات منظمة (كربلاء الخضراء Green Karbala) المحلية.
وينقل كاتب التقرير عن العضو المؤسس الآخر في المنظمة، "حسن زيني"، قوله إنه "في الوقت الذي لا يستطيع أعضاء المنظمة، التكفّل بتغطية تكاليف جميع احتياجاتها، لذلك، فإن العتبة الحسينية المقدسة، تساعد في توفير جزء من الدعم المادي، بالإضافة الى مساعدتها في توفير (500 -700) شتلة من مشاتلها المتخصصة لصالح منظمته وبسعر مخفض"، واصفاً إجراءات العتبة الحسينية المقدسة بإنها "مثال صغير على نوع التعاون الذي يجب أن يتوسع بشكل أكبر لجعل مكافحة تغير المناخ في العراق فعالة".