أكّدت صحيفة "ماليزيا كيني" الماليزية على الدور الذي لعبته كلٌ من فريضة الحج وفاجعة عاشوراء، في إستنهاض حركات التحرر الثوري حول العالم.
وقالت الصحيفة في مقال لها، إن "أبرز ما ذُكِر في هذا المجال، هو ما جاء في كتاب (الحج) للمفكر الإسلامي الإيراني (علي شريعتي) والذي نشر بعد وفاته بعام تقريباً، حيث أكّد من خلاله إن كل وجود يتطلب حركة لإعطاء معنى للحياة، وكل تغيير سيشمل رسالة و(دم)، وهو ما ظهر جلياً عبر واقعة كربلاء التي أنجبت شخصيات مختارة بعينها، وهم الحسين الشهيد الثائر، وزينب حاملة رسالته الثورية من جهة، والسلطة الجائرة ممثلةً بـ (يزيد) على الجهة الأخرى".
وأضاف كاتب المقال "مهيمن سلام"، أن "الزعيم الروحي الماليزي (توك جورونيك عزيز) كان قد إستخدم ذات مرة مصطلح (مظاهرة) للإشارة إلى الحج بوصفه عرض لأفراد اجتمعوا في نفس الزمان والمكان لنفس الغرض، ألا وهو الإخلاص للخالق تعالى"، مشيراً الى أن "نفس الشيء قد حصل مع المفكر الإسلامي الأمريكي (مالكولم إكس) الذي استوحى الإلهام لحركته التحررية بعد أداءه لفريضة الحج".
ويتابع "سلام" أنه "في خمسينيات القرن التاسع عشر، خلص المستشرق والباحث البريطاني (ريتشارد بيرتون) لدى زيارته لمكة والمدينة، إلى أن الحج كان مركزاً لنشر فكرة مقاومة الإستعمار على يد المسلمين، وهو ما ذكره أيضاً المستشرق الهولندي (سنوك هرخرونيه) لقادة بلده الذين غزوا إندونيسيا".
وتختتم الصحيفة الماليزية مقالها بالإشارة الى إمكانية تفسير الثورات الإسلامية الحاصلة عبر التاريخ، على أنها إمتداد لقصة النبي إبراهيم الذي أراد التضحية بإسماعيل تحقيقاً لأمر الله، والتركيز على تلبية هذا الأمر ولو على حساب أغلى ما يمتلكه المرء، سواء كان "إسماعيل" هنا عائلة، أو منصب، أو أموال، كي يتحول بموجب تلبية الأمر الإلهي الى حسين أو زينب جديديّن في مواجهة يزيد جديد متشبث بالسلطة.