بقلم : ديفيد بينولت
الليتورجيا دراما: السابع من محرم وموكب عريس كربلاء
على الرغم من الإختلافات المهمة في الثقافة والفترة التاريخية، إلا أن أنشطة الترانيم التي تُقام في مدينة "حيدر أباد" الهندية تحت مسمى "مأتمي جرحان" تدعو إلى المقارنة مع نوع من أسلوب المأساة في الأدب اليوناني القديم.
تتضمن كلاً من وحدة "مأتم نوحة" والمأساة، أداء إنشادي كورالي في إطار طقسي ديني، وهذه الـ "نوحة" المقامة خلال مجالس محرم السنوية، وإنشودة الـ "مأساة" المقامة خلال المهرجانات السنوية لتكريم الإله القديم "ديونيسوس"، عنصر التشدد في الأداء، ففي الأولى تتواجد هنالك قدرة تنافسية معينة تميّز المواكب الشيعية، من حيث المكانة الاجتماعية، والتسجيل في العضوية، والدعوات الموجهة لها لإقامة المزيد من المجالس، وكلها مرتبطة بجودة الأداء العام للمجموعة خلال شهر محرم، أما الثانية فإن المحسن الأثيني "كوريغوس" الذي موّل الأعمال الإنشادية المأساوية في اليونان القديمة جعلها تتنافس بحماس للفوز بالجوائز الممنوحة لأفضل المسرحيات حينها.
في كلتا الثقافتين، كان للمراهقين والشباب دور خاص في الاحتفالات، ففي الهند، وتحت جناح المعلم المسمى بـ "نوحة خان"، يتم تدريب أكثر شباب المواكب موهبةً على أداء المراثي التجاوبية مع الجمهور وبذل طاقتهم في اللطم الصعب على الصدر، وفي اليونان القديمة، تم إختيار مدرب الشعر أو "ديداسكالوس" من قبل الراعي "كوريغوس" لتدريب شباب الجوقة المأساوية، حيث أكّد المؤلف والراهب واللغوي الأمريكي "جون وينكلر" في دراسة حديثة على دور "الإيفيب" أو "الذكور ذوي المراهقة المتأخرة في سن التجنيد، في المهرجانات الدرامية الأثينية، وهم نفسهم الذين كانوا يتوّلون سنوياً مهمة حمل تمثال "ديونيسوس" على شكل موكب إنطلاقاً من الأكاديمية وحتى معبد ومسرح "ديونيسوس" على المنحدر الجنوبي لقلعة "أكروبوليس".