زين العابدين و سيد الساجدين الذي انتهى إليه العلم والزهد والعبادة، ولد بالمدينة يوم الأحد الخامس من شعبان سنة ثمان وثلاثين للهجرة واصطفاه الله إليه بالمدينة يوم السبت الثاني عشر من محرم سنة خمس وتسعين عن سبع وخمسين سنة وأمه شاه زنان بنت شيرويه بن
كسرى وقيل بنت يزدجرد
كان الإمام السجاد عليه السلام يتمتع بشعبية هائلة ، فقد تحدث الناس بإعجاب عن علمه وفقهه وعبادته ، وعجت الأندية بالتحدث عن صبره وسائر ملكاته ، وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم ، ، فكان السعيد من يحظى برؤيته ، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستمتاع الى حديثه وقد شق ذلك على الأمويين ، وأقض مضاجعهم ، وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك فقد روى الزهري انه قال ( لا راحة لي وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا)
وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان ، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب ، وأمره أن يدسه للإمام زين العابدين عليه السلام ، ونفذ عامله ذلك ، وقد تفاعل السم في بدن الإمام ، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها ، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبثّ شكواه إلى الله تعالى ، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان ، وقد تزاحم الناس على عيادته وهو يحمد الله
ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية .
المصدر / باقر شريف القرشي/ موسوعة سيرة اهل البيت عليهم السلام ص ٣٩٨
عبد الامير القريشي / البالغون الفتح في كربلاء الجزء الثالث ص ٢٤٠